[امتناع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الصلاة على من غل]
١٤٨٨ - عن زيد بن خالد: أنَّ رجلًا من أصحاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - تُوُفِّيَ يَوْمَ خَيْبَرَ، فَذَكَرُوا لِرَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال:"صَلُّوا على صَاحِبكُم" فَتَغَيرتْ وُجوهُ النَّاس لِذلِكَ، فقال:"إِنَّ صَاحِبَكُم قَدْ غَلَّ في سَبيلِ الله، فَفَتَّشْنَا مَتَاعَهُ، فَوَجَدْنا خَرَزًا من خَرَزِ يَهُودَ لا يُساوِي دِرهَمَيْنِ". أخرجه الموطأ، وأبو داود، والنسائي (١).
قال مجاهد: خرج ناس مؤمنون مهاجِرين من مكة إلى المدينة، فاتَّبعهم كفار قريش، فأَذِنَ الله لهم في قتالهم، فأنزل الله هذه الآية:{فَقَاتِلُوا}(٣).
روى البيهقي بإسناد رفعه إلى أبي بن كعب، قال: لما قدم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابُه المدينةَ، وآوته الأنصارُ، رَمَتْهُمُ العربُ عن قوسٍ واحدة، وكانوا لا يبيتون إلا بالسلاح، ولا يُصبحون إلا فيه، فقالوا: ترون أنا نعيش حتى نبيت
(١) رواه الموطأ ٢/ ٤٥٨ في الجهاد: باب ما جاء في الغلول، وأبو داود رقم (٢٧١٠) في الجهاد: باب في تعظيم الغلول، والنسائي ٤/ ٦٤ في الجنائز: باب الصلاة على من غل، ورواه أيضًا أحمد في المسند ٤/ ١١٤ و ٥/ ١٩٢ وابن ماجه رقم (٨٤٨) في الجهاد: باب الغلول، وإسناده عند مالك وابن ماجه صحيح. (٢) رواه أحمد في المسند رقم (١٨٦٥) والبيهقي في الدلائل ٢/ ٢٩٤ وإسناده صحيح. (٣) ذكره السيوطي في "الدر المنثور" ونسبه لابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في "الدلائل".