وَهَنَتْهُم حُمَّى يَثْرِب، فَقَالَ المُشرِكُون: إنَّهُ يَقْدُمُ عَلَيكُم غَدًا قَوْمٌ قَد وَهَنَتهُم الحُمَّى وَلَقُوا منها شِدَّةً فَجَلَسوا مِنَّا يَلِي الحِجرَ، وَأَمَرَهُم النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أن يَرْمُلوا ثلاثةَ أَشْواطٍ، وَيَمشوا بينَ الرُّكنَينِ لِيَرَى المُشرِكُونَ جَلَدَهُم، فَقَالَ المشرِكُون: هؤلاءِ الَّذين زَعَمتُم أنَّ الحُمَّى قَد وَهَنَتهُمْ؟ هؤلاء أجْلَدُ مِنْ كَذَا وَكَذا.
١٠٣٦ - قال ابن عباس: ولم يمنعه [أن يأمرهم] أن يَرمُلُوا الأَشواطَ كُلَّها إلا الإِبقاءَ عليهم. رواه البخاري ومسلم (١).
١٠٣٧ - عن ابن عباس: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - وأَصحابَهُ اعتَمَروا من الجِعرانَة فَرَملوا بالبَيتِ، وَجَعَلُوا أردِيَتَهُم تحت آباطِهِم، ثم قَذَفُوها عَلَى عَواتِقِهِم اليُسرَى.
وفي رواية: فَرَمَلوا بالبَيتِ ثلاثًا ومَشَوا أَربَعًا. أخرجه أبو داود (٢)
[استلام الحجر وتقبيله]
١٠٣٨ - عن عروة أنه رأى عُمَرَ يُقَبِّل الحجَرَ ويقول: إنِّي لَأعلَمُ أنَّك حَجَرٌ ما تَنفَع ولا تضرُّ، ولولا أنِّي رَأَيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقبِّلُكَ ما قَبَّلتُكَ. أخرجه الموطأ، ورواه البخاري ومسلم (٣).
(١) رواه البخاري ٣/ ٣٧٦ في الحج: باب كيف كان بدء الرمل، وفي المغازي: باب عمرة القضاء، ومسلم رقم (١٢٦٦) في الحج: باب استحباب الرمل في الطواف والعمرة. (٢) رقم (١٨٨٤) و (١٨٩٠) في المناسك: باب الاضطباع في الطواف وباب في الرمل، وإسناده حسن. (٣) رواه الموطأ ١/ ٣٦٧ في الحج: باب تقبيل الركن الأسود في الاستلام، ورواه البخاري ٣/ ٣٦٩ في الحج: باب ما ذكر في الحجر الأسود، وباب الرمل في الحج والعمرة، وباب تقبيل الحجر، ومسلم رقم (١٢٧٠) في الحج: باب استحباب تقبيل الحجر الأسود من =