قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال:" نعم وفيه دخن (١) ". قلت: وما دخنه؟ قال:" قوم يستنون بغير سنتي ويهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر ". قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال:" نعم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها ". قلت: يا رسول الله صفهم لنا. قال:" هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا ". قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال:" تلزم جماعة المسلمين وإمامهم ". قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال:" فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة (٢) حتى يدركك الموت وأنت على ذلك ". [٤١٤٤]
• مُتفَق عَلَيْهِ [خ (٣٦٠٦)(٧٠٨٤)] عَنْ حُذَيْفَةَ: البُخَارِيُّ في الفِتَنِ، وَمُسلِمٌ [٥١/ ١٨٤٧)] في الجِهادِ.
وفي رواية:"تكونُ بعدِي أئمَّةٌ، لا يَهتَدونَ بهُداي، ولا يَستنونَ بسُنَّتي، وسيقومُ فيهِمْ رِجالٌ؛ قُلُوبُهُمْ قُلوبُ الشياطينِ في جُثمانِ إنْسٍ"، قال حُذَيْفة، قلتُ: كيفَ أصنعُ يا رسولَ الله! إنْ أدركْتُ ذلكَ؟! قال:"تسمعُ وتُطيعُ الأميرَ، وإن ضُرِبَ ظهرُكَ، وأُخِذَ مالُكَ".
• مُسْلِمٌ [٥٢/ ١٨٤٧] عَنْ حُذَيْفَةَ كَذَلِكَ.
٥٣١١ - وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا ". [٤١٤٥]
• مُسْلِمٌ [١٨٦/ ١١٨] في الإيمَانِ، والترْمِذِيُّ [٢١٩٥] في الفِتَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
(١) الدخن: الدخان؛ أي: فهو غير صافٍ ولا خالص. (٢) والمعنى؛ أي: اعتزل الناس اعتزالًا كاملًا.