للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وليس المقصود به التسبيح المعهود.

الدليل الرابع:

(ح-٢٧١٨) ما رواه مسلم في صحيحه من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح،

عن أبي هريرة؛ قال: قال رسول الله إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد، اعتزل الشيطان يبكي. يقول: يا ويله. (وفي رواية: يا ويلي). أمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة. وأمرت بالسجود فأبيت فلي النار (١).

وجه الاستدلال:

قوله: (أمر ابن آدم بالسجود) دليل على أن السجود واجب للأمر به.

• وأجيب من ثلاثة وجوه:

الوجه الأول:

الاستدلال على الوجوب إما من أجل الأمر بالسجود، وإما من أجل ترتب الجنة على الامتثال. فأما الاستدلال بالأمر على الوجوب فقد سبق بيان أن هذا الأمر قد احتف به من القرائن ما يصرفه عن الوجوب، انظر مناقشة الدليل الأول.

وأما الاستدلال بالوجوب على عظم الجزاء، وهو الجنة.

(ح-٢٧١٩) فقد روى مسلم في صحيحه من حديث ربيعة بن كعب الأسلمي، قال: كنت أبيت مع رسول الله ، فأتيته بوضوئه وحاجته، فقال لي: سل. فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة، قال: أو غير ذلك؟ قلت: هو ذاك، قال: فأعني على نفسك بكثرة السجود (٢).

فكان الإكثار من السجود المستحب ليس سببًا في دخول الجنة فحسب، بل ومرافقة النبي فيها.

الوجه الثاني:

ما أُمِرَ به الملائكةُ وإبليس من السجود لآدم محرَّمٌ على ذُرِّيَّته، كما قد حُرِّمَ


(١) صحيح مسلم (١٣٣ - ٨١).
(٢) صحيح مسلم (٢٢٦ - ٤٨٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>