وَذَكَرَ في تَرْجَمَةِ والدِهِ أيضًا (١) أَنَّ مِمَّن أَخَذَ عَنْهُ ابنَا خَاله أَبُو طَاهرٍ، وأَبُو غَالِبٍ. ولم يَذكُرهُمُا المُؤَلِّفُ، فَلَعَلَّهُمَا لم يَتَمَيَّزْ بعلمٍ.
- وخَالُ أُمِّه، أَبُو القَاسِمِ البُنْدَارُ البُسْرِيُّ عليُّ بنُ أحْمَد بنِ مُحَمَّدٍ (ت ٤٧٤ هـ)، تَدُلُّ كثرةُ النَّقلِ عنه والإسنادِ إليه في كِتَابنا هَذَا عَلَى كَثْرَةِ مُلَازَمَتِهِ له، ولا غَرَابَة في ذلك؛ لصِلَةِ القَرَابَة بينَهُمَا، ولأنَّ والدَهُ تُوفِيَ فيظهرُ أنَّه وَجَدَ من حَنَان أَخْوَالِهِ ما يُعوِّضُهُ عن بَعْضِ ما فَقَدَ لِفَقْدِ الأَبِ، مع ما يَتَمَتَّعُ به خَالُ أُمِّه هذَا من سُمْعَةٍ طَيِّبةٍ لَدَى عُلَمَاءِ عَصْرِهِ. قَالَ الحَافظُ الخَطِيْبُ (٢): "كَتَبْتُ عَنْه وَكاَنَ صَدُوْقًا" ويَقُولُ الحَافظُ السَّمْعَانِيُّ (٣): "شيخُ بَغْدَادَ في عَصْرِهِ" وَوَصَفَهُ الحَافِظُ الذَّهبيُّ (٤) بأَنَّه: "كَانَ حَسَنَ الأخْلَاق مُتَوَاضِعًا ذَا هَيْبَةٍ ورُوَاءٍ"، ووَصَفَه المُؤَلِّفُ في إِسْنَادِه إليه في بَعْضِ المَواضِعِ بـ "خَالِي" أوْ "خَالِ أُمِّي" وكأَنِّي به يَعْتَزُّ بِهَذِه القَرَابة، ويُفَاخِرُ بها، وَسَيَأْتِي ذكرُهُ في مَبْحَثِ (شُيُوخِهِ).
- وابنُهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ البُسْرِيُّ: قَالَ الحَافِظُ السَّمْعَانِيُّ (٥): "صَارَ من مُحَدِّثِي بَغْدَادَ؛ لِكِبَرِ سِنِّهِ وعُلُوِّ سَنَدِهِ في عَصْرِهِ"، وَذَكَرَ مَوْلِدَهُ، وَوَفَاتَهُ سَنَةَ سَبْعٍ وتسِعين وأَرْبَعِمَائَةَ.
(١) المصدر نفسه.(٢) تاريخ بغداد (١١/ ٣٣٥).(٣) الأنساب: (٢/ ٢١١).(٤) تاريخ الإسلام: (١٢٥) وفيات (٤٧٤ هـ).(٥) الأنساب: (٢/ ٢١١).
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://mail.shamela.ws/page/contribute