= لكان أول فتنة وآخرها. والحديث أخرجه ابن أبي عاصم في «السنة» (رقم ٩٣٨)، والحارث بن أبي أسامة في مسنده كما في بغية الباحث (٧٠٣)، وأحمد بن منيع في مسنده، كما في إتحاف الخيرة المهرة (٤٦٧٤)، والبيهقي مختصرًا (٨/ ١٨٧) من طريق روح بن عبادة، به. وقد تفرد بهذا الحديث عثمان الشحام، وهو مختلف فيه، تفرد به عن مسلم بن أبي بكرة، عن أبيه، وهو مخالف لما ثبت في صحيح البخاري (٣٦١٠)، ومسلم (١٠٦٤) فقد استأذن عمر ﵁ في ضرب عنقه، فقال: دعه، إن له أصحابًا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم .... الحديث. وقال ابن كثير بعد أن ساقه في جامع المسانيد والسنن (٩/ ١٩٢) تفرد به. اه إشارة إلى إعلاله بالتفرد. شاهد آخر: عن أبي سعيد الخدري. رواه أحمد (٣/ ١٥) من طريق جامع بن مطر الحبطي، حدثنا أبو رؤبة شداد بن عمران القيسي، عن أبي سعيد الخدري، أن أبا بكر جاء إلى رسول الله ﷺ -فقال: يا رسول الله إني مررت بوادي كذا وكذا، فإذا رجل متخشع حسن الهيئة يصلي، فقال له النبي ﷺ: اذهب إليه فاقتله، قال: فذهب إليه أبو بكر فلما رآه على تلك الحال كره أن يقتله، فرجع إلى رسول الله ﷺ -قال: فقال النبي ﷺ -لعمر: اذهب فاقتله، فذهب عمر، فرآه على تلك الحال التي رآه أبو بكر، قال: فكره أن يقتله، قال: فرجع فقال: يا رسول الله إني رأيته يصلي متخشعًا، فكرهت أن أقتله، قال: يا علي اذهب فاقتله، قال: فذهب علي فلم يره، فرجع علي فقال: يا رسول الله، إنه لم يره، قال: فقال النبي ﷺ: إن هذا وأصحابه يقرؤون القرآن، لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، ثم لا يعودون فيه حتى يعود السهم في فوقه، فاقتلوهم هم شر البرية. وفي إسناده شداد بن عمران، ذكره البخاري وابن أبي حاتم، ولم يذكرا فيه شيئًا، ولم يوثقه إلا ابن حبان، وحديث أبي سعيد في الصحيحين، وليس فيه ما ذكره شداد بن عمران. فقد رواه البخاري (٣٦١٠، ٦١٦٣)، ومسلم (١٠٦٤)، من طريق الزهري، أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن، والضحاك الهمداني، عن أبي سعيد، قال: بينا نحن عند رسول الله ﷺ، وهو يقسم قسمًا، أتاه ذو الخويصرة، وهو رجل من بني تميم، فقال: يا رسول الله، اعدل، قال رسول الله ﷺ: ويلك، ومن يعدل إن لم أعدل؟ قد خبت، وخسرت إن لم أعدل. فقال عمر بن الخطاب ﵁: يا رسول الله، ائذن لي فيه أضرب عنقه، قال رسول الله ﷺ: دعه، فإن له أصحابًا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم، يقرؤون القرآن، لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية … الحديث. وأخرج البخاري (٣٣٤٤) ومسلم (١٤٤ - ١٠٦٤) من طريق عبد الرحمن بن أبي نعم، قال: سمعت أبا سعيد الخدري، يقول: بعث علي بن أبي طالب ﵁ إلى رسول الله ﷺ -من اليمن بذهيبة في أديم مقروظ، لم تحصل من ترابها، قال: فقسمها بين أربعة نفر، =