سَجَّلَ بِهَا. وكَانَ مُتَشَدِّدًا في السُّنَّةِ، مُتَعَفِّفًا في القَضَاءِ. وسَمِعَ الحَدِيْثَ مِنْ جَمَاعَةٍ بعُكْبَرَاء، وبِبَلَدِنَا، مِنْهُمُ: الوَالِدُ السَّعِيْدُ، وتَفَقَّهَ عَلَيْهِ أخِي أَبُو خَازِمٍ، حَفِظَهُ اللهُ، وعَنْهُ عَلَّقَ الفِقْهَ، وقَدْ بَارَكَ اللهُ لَهُ في صُحْبَتِهِ إِيَّاهُ.
ومَاتَ وهُوَ عَلَى القَضَاءِ بِبابِ الأزَجِ في شَوَّالٍ من سَنَةِ ستٍّ وثَمَانِيْنَ وأَرْبَعِمَائَةِ، وكَانَ عُمْرُهُ سَبْعًا وسَبْعِيْنَ سَنَةً، وصَلَّى عَلَيْهِ أَكْبَرُ أَوْلَادِهِ بِجَامِعِ القَصْرِ، وحَضَرَ جَنَازَتَهُ خَلْقٌ كَثِيْرٌ من أَرْبَابِ الدِّيْنِ والدُّنْيَا، وأَصْحَابُ المُنَاصِبِ، ونَقِيْبُ العَبَّاسِيِّيْنَ، ونَقِيْبُ الأشْرَافِ الطَّالِبيِّيْنَ، وحُجَّابُ السُّلْطَانِ، وجَمَاعَةٌ مِن الشُّهْودِ وغَيْرُهُم، ودُفِنَ في مَقْبَرَةِ أَبِي بَكْرٍ عَبْدِ العَزِيْزِ بِبَابِ الأزَجِ في يَوْمِ الأرْبَعَاءِ ثَالِثَ عَشْرِيْنَ شَوَّال.
= جَاوَزْتِ فِيْ لَوْمِهِ حَدَّ المُضِرّ بِهِ … مِنْ حَيْثُ قَدَّرْتِ أَنَّ اللَّوْمَ يَنْفَعُهُفَاسْتَعْمِلِي الرِّفْقَ في تَأْنِيْبِهِ بَدَلًا … مِنْ عَذْلِهِ فَهْو مُدْمِى القَلْبِ مُوْجَعُهُيَكْفِيْهِ مِنْ لَوْعَةِ التَّفِرْيْق أَنَّ لَهُ … من النَّوَى كُلَّ يوم ما يُرَوعُهُمَا آبَ مِنْ سَفَرِ إلَّا وأَزْعَجَهُ … رَأيٌ إلى سَفَرٍ بالرَّغْمِ يَجْمَعُهُكأنّمَا هُوَ في حَلٍّ ومُرْتَحَلٍ … مُوَكَّلٌ بِفَضَاءِ الأرْضِ يَذْرَعُهُومنها:أَسْتَوْدِعُ الله في بَغْدَادَ لِيْ قَمَرًا … بالكَرْخِ مِنْ فَلَكِ الإزْرَارِ مُطْلَعُهُوَدَّعْتُهُ وَبُودِّي لَوْ يُوَدِّعُنِي … طِيْبُ الحَيَاةِ وأَنِّي لَا أُوَدِّعُهُوَكَمْ تَشَفَّعَ لي أَنْ لَا أُفَارِقَهُ … ولِلضَّرُوْرَاتِ حَالٌ لَا تُشَفِّعُهُوكَمْ تَشَبَّتَ بِيْ خَوْفَ الفِرَاقِ ضُحَىً … وأدْمُعِي مُسْتَهِلَّاتٌ وأدْمُعُهُوزُرَيْقٌ: تَصْغِيْرُ أَرزْقَ تَصْغِيْرُ تَرْخِيْمٍ. و (آل زُرَيْقِ) متأخرون عن هؤلاء أسرةٌ حنبليةٌ دمشقيةٌ صالحيَّةٌ من آل قدامة. فيهم عددٌ من العُلَمَاءِ والعالمات. والله أعلم.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://mail.shamela.ws/page/contribute