والظاهر من إطلاق هذه الأحاديث عموم أحوال صلاة النبي ﷺ جماعة ومنفردًا، ولوكان هذا خاصًّا بالإمامة لجاء التنبيه عليه من الرواة.
وقد احتج الطحاوي على مشروعية التحميد للإمام بقياسه على المنفرد.
قال الطحاوي:«لما ثبت باتفاقهم أن المصلي وحده يقول بعد قوله سمع الله لمن حمده: ربنا ولك الحمد ثبت أن الإمام يقولها»(٥).
الدليل الثاني:
حكى بعض العلماء الإجماع على أن المنفرد يجمع بينهما.
قال ابن عبد البر:«لا أعلم خلافًا أن المنفرد يقول: سمع الله لمن حمده، ربنا لك الحمد، أو ولك الحمد»(٦).
وقال الطحاوي:«قد أجمعوا فيمن يصلي وحده على أنه يقول ذلك»(٧). يعني الجمع بين التسميع والتحميد.
وقال العيني في شرح سنن أبي داود:«وأما المنفرد فيجمع بينهما بلا خلاف»(٨).
(١) رواه مسلم (٢٠٢ - ٤٧٦). (٢) رواه مسلم (٢٠٣ - ٧٧٢). (٣) رواه مسلم (٢٠٢ - ٧٧١). (٤) رواه مسلم (٢٠٥ - ٤٧٧) من طريق سعيد بن عبد العزيز، عن عطية بن قيس، عن قزعة، عن أبي سعيد الخدري، قال: كان رسول الله ﷺ إذا رفع رأسه من الركوع قال: ربنا لك الحمد ملء السماوات والأرض، وملء ما شئت من شيء بعد، أهل الثناء والمجد، أحق ما قال العبد، وكلنا لك عبد: اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد. (٥) شرح معاني الآثار (١/ ٢٤٠). (٦) التمهيد (٦/ ١٤٨)، الاستذكار (٢/ ١٧٨). (٧) شرح معاني الآثار (١/ ٢٤٠). (٨) شرح سنن أبي داود للعيني (٤/ ٣٣).