ومنه إطلاق الإبل بأنها من الشياطين، ولا يلزم من قوله ﷺ: إنها خلقت من الشياطين، أن تكون مادة خلقها من الشياطين، كما قال تعالى: ﴿خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ﴾ [الأنبياء: ٣٧].
وعلى هذا التفسير يكون النهي عن الصلاة في المعاطن ما دامت موجودة، أو يخشى قدومها إلى مكانها، فإن كانت غير موجودة جازت في مباركها حيث يأمن المصلي من نفورها.
وقيل: إن معنى أنها خلقت من الشياطين: أي معها الشياطين.
قال ابن حبان في الصحيح: «أراد به أن معها الشياطين، وهكذا قوله:(فليدرأه ما استطاع، فإن أبى فليقاتله؛ فإنه شيطان)، ثم قال في خبر صدقة بن يسار عن ابن عمر:(فليقاتله؛ فإن معه القرين)» (٢).
وقال أيضًا: «معنى قوله: (إنها خلقت من الشياطين) أراد به أن معها الشياطين على سبيل المجاورة والقرب» (٣).
• الراجح:
أن الحكم معلل، وأن العلة منصوص عليها، وهو كونها من الشياطين، وأن أصح تفسير لذلك هو أن فعلها فعل الشياطين، والله أعلم.
* * *
(١) صحيح مسلم (٥١٠). (٢) صحيح ابن حبان (٤/ ٦٠١). (٣) المرجع السابق (٤/ ٦٠٣).