وقد نقل الطبري عن قوم أنهم قالوا:«إن هذه الآية أنزلها الله قبل أن يفرض التوجه إلى الكعبة، وإنما أنزلها تعالى ليعلم نبيه ﷺ -وأصحابه أن لهم التوجه بوجوههم للصلاة حيث شاؤوا من نواحي المشرق والمغرب؛ لأن المشارق والمغارب لله ﷾»(٢).
(ح-٨٤٧) وقد روى ابن أبي حاتم في تفسيره، حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح، حدثنا حجاج بن محمد، أنبأ ابن جريج وعثمان بن عطاء، عن عطاء،
عن ابن عباس ﵁ قال: أوَّلُ ما نسخ لنا من القرآن فيما ذكر لنا -والله أعلم- شأن القبلة، قال تعالى: ﴿وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ﴾ [البقرة: ١١٥] فاستقبل رسول الله ﷺ -فصلى نحو بيت المقدس وترك البيت العتيق، ثم صرفه الله إلى البيت العتيق، فنسخها فقال: ﴿وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ﴾ [البقرة: ١٥٠].
[ضعيف](٣).
وجه الاستدلال:
قوله: ﴿فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ﴾ [البقرة: ١١٥] ظاهره: أن جميع الجهات قبلة، وقوله:(فاستقبل رسول الله ﷺ، فصلى نحو بيت المقدس، وترك البيت العتيق)، ظاهره أن ذلك اختيارٌ من الرسول ﷺ.
• ويجاب بأكثر من جواب:
الجواب الأول: أن الحديث ضعيف.
(١) تفسير ابن أبي حاتم (١/ ٢١٢)، تفسير الطبري ط هجر (٢/ ٦٢٣). (٢) وانظر تفسير ابن كثير - ت سلامة (١/ ٣٩١). (٣) سبق تخريجه، انظر: (ح-٨٤٢).