للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


=
أن تغرب الشمس فلم تفته.
والبزار في حفظه شيء، وشيخه أحمد بن أبان لم يوثقه إلا ابن حبان.
وقد اختلفوا في معنى: (أدرك الصبح) أهو أدراك للوقت أم إدراك للوجوب، فمن قال: إدراك للوقت: فالصلاة كلها أداء، ومن قال: إدراك للوجوب، فما وقع من الصلاة بعد خروج الوقت يعتبره قضاء.
الطريق الثاني: زيد بن أسلم، عن الأعرج وبسر بن سعيد، وأبي صالح، عن أبي هريرة، بلفظ: (من أدرك من الصبح ركعة قبل أن تطلع الشمس … لم تفته الصلاة).
وهذا نص في كون الصلاة أداء؛ لأن الصلاة لا تكون قضاء إلا بعد أن يتحقق فواتها.
رواه حفص بن ميسرة، وزهير بن محمد، وهشام بن سعد، ثلاثتهم عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح، وبسر، والأعرج، عن أبي هريرة.
ومع الاختلاف مع مالك في لفظ الحديث، ففيه اختلاف في الإسناد، فقد جعلوا مكان عطاء بن يسار أبا صالح السمان، وهو محفوظ من حديث أبي صالح كما سيأتي تخريجه إن شاء الله.
وتابعهم أبو غسان محمد بن مطرف (ثقة)، فرواه عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار وحده، عن أبي هريرة. بلفظ: (لم تفته).
فهذه أسانيد صحيحة، والسؤال: أيرجح لفظ مالك لإمامته، أم يرجح لفظ هؤلاء الثقات لكثرتهم؟ وإن كانوا دون الإمام مالك في الضبط والإتقان، هذا موضع الاجتهاد، إلا أن الإمام مالكاً لا يعدله أحد، زد على ذلك أن رواية مالك مخرجة في الصحيحين، ورواية هؤلاء خارج الصحيحين، وهل تحمل روايتهم على أنها من قبيل الرواية بالمعنى لحديث مالك؟ فيه تأمل.
وإليك تخريج رواياتهم على وجه التفصيل، وما وقع فيها من اختلاف.
فالحديث رواه الطيالسي (٢٥٠٣)،
وابن حبان في صحيحه (١٤٨٤)، من طريق أبي عامر العقدي، كلاهما عن زهير بن محمد، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح، وبسر بن سعيد، وعبد الرحمن الأعرج بلفظ:
من صلى من الصبح ركعة قبل أن تطلع الشمس … ومن صلى من العصر ركعة قبل أن تغرب الشمس لم تفته الصلاة.
وأبو داود الطيالسي وأبو عامر العقدي بصريان، ورواية أهل العراق عن زهير بن محمد مستقيمة، قاله أحمد في رواية الأثرم عنه.
إلا أن الطيالسي رواه بالشك: من أدرك من العصر ركعتين أو ركعة. وقد تفرد بهذا، والظاهر أن هذا من قِبَله.
ولم ينفرد به زهير، بل تابعه حفص بن ميسرة، واختلف عليه في إسناده:
فأخرجه أبو عوانة (١٠٥٥) عن معاذ بن فضالة، حدثنا حفص بن ميسرة، عن زيد بن أسلم، =

<<  <  ج: ص:  >  >>