لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ لأن «لم» و «لا» للنفي فضمّت إلى إحداهما «ما» وإلى الأخرى «إن» وهما أيضا للنفي، فكان سواء، وكان «لممّا» .
قال الفراء «٤» : أصله «لمن ما» ، فأدغم النون فصار «ممّا» فخفف وأدغم الميم المفتوحة ليوفينهم وما بمعنى من فحذفت إحدى الميمات لكثرتها.
أو هي من لممت الشّيء: جمعته «٥» ، ولم يصرف مثل:«شتى»
(١) بتخفيف «إن» وتشديد «لمّا» وهي قراءة عاصم في رواية شعبة. ينظر السبعة لابن مجاهد: ٣٣٩، والتبصرة لمكي: ٢٢٥، والتيسير للداني: ١٢٦ وقد ذكر السمين الحلبي في الدر المصون: ٦/ ٤٠٩ هذا الوجه في توجيه هذه القراءة ضمن ثمانية أوجه أوردها في ذلك. (٢) اختاره الزجاج في معاني القرآن: ٣/ ٨١. وذكر الفراء هذا الوجه في معاني القرآن: ٢/ ٢٩، وقال: وأما من جعل «لمّا» بمنزلة «إلّا» فإنه وجه لا نعرفه. وقد قالت العرب: بالله لمّا قمت عنا، وإلا قمت عنا، فأما في الاستثناء فلم يقولوه في شعر ولا في غيره ألا ترى أن ذلك لو جاز لسمعت في الكلام: ذهب الناس لمّا زيدا» . ورده- أيضا- الطبري في تفسيره: ١٥/ ٤٩٦، والسمين الحلبي في الدر المصون: ٦/ ٤٠٩. (٣) سورة الطارق: آية: ٤. (٤) معاني القرآن: ٢/ ٢٩. وقد رد الزجاج هذا القول في معاني القرآن: ٣/ ٨١ فقال: «وهذا القول ليس بشيء، لأن «من» لا يجوز حذفها لأنها اسم على حرفين. ونقل ابن عطية في المحرر الوجيز: ٧/ ٤١٠ تضعيف أبي علي الفارسي لقول الفراء ونصه: «وهذا ضعيف، وقد اجتمع في هذه السورة ميمات أكثر من هذه في قوله: أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ ولم يدغم هناك فأحرى ألّا يدغم هنا» . (٥) ذكره النحاس في إعراب القرآن: ٢/ ٣٠٦ عن أبي عبيد القاسم بن سلام. وانظر هذا القول في معاني القرآن للزجاج: ٣/ ٨٢، والمحرر الوجيز: ٧/ ٤١١.