هذا ما لَدَيَّ عَتِيدٌ: عمله محصى عندي، وعلى القول الآخر المراد [٩٠/ ب] به العذاب، و «ما» في مذهب النكرة، أي: هذا شيء لديّ عتيد/ «١» .
٢٤ أَلْقِيا: خطاب [لمالك]«٢» على مذهب العرب في تثنية خطاب الواحد «٣» .
أو هو «القين» بالنون الخفيفة، فأجرى الوصل فيه مجرى الوقف «٤» .
٢٧ قالَ قَرِينُهُ رَبَّنا ما أَطْغَيْتُهُ: يقول شيطانه: ما أغويته «٥» ، وعلى الأول يقول الكافر: إن الملك زاد عليّ فيما كتب «٦» .
٢٩ ما يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ: ما يكتب غير الحق ولا يكذب عندي.
٣٠ هَلِ امْتَلَأْتِ: سؤال توبيخ لمن فيها «٧» .
وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ: هل بقي فيّ موضع لم يملأ «٨» ؟ .....
(١) عن معاني القرآن للزجاج: ٥/ ٤٥. (٢) في الأصل: «للمالك» ، والمثبت في النص عن «ك» و «ج» . (٣) ينظر معاني القرآن للفراء: ٣/ ٧٨، وتفسير الطبري: ٢٦/ ١٦٥، ومعاني الزجاج: (٥/ ٤٥، ٤٦) ، ومشكل إعراب القرآن لمكي: ٢/ ٦٨٤. (٤) هذه قراءة تنسب إلى الحسن رحمه الله تعالى، كما في المحتسب لابن جني: ٢/ ٢٨٤، والكشاف: ٤/ ٨، وتفسير القرطبي: ١٧/ ١٦، والبحر المحيط: ٨/ ١٢٦. وقال أبو حيان: «وهي شاذة مخالفة لنقل التواتر بالألف» . وانظر التبيان للعكبري: ٣/ ١١٧٥. (٥) ورد نحوه في أثر أخرجه الطبري في تفسيره: ٢٦/ ١٦٧ عن ابن عباس رضي الله عنهما. وأخرجه- أيضا- عن مجاهد، وقتادة، والضحاك. ونسبه ابن الجوزي في زاد المسير: ٨/ ١٧ إلى الجمهور. (٦) ينظر تفسير البغوي: ٤/ ٢٢٤، وزاد المسير: ٨/ ١٨، وتفسير القرطبي: ١٧/ ١٧. (٧) هذا قول الزجاج في معانيه: ٥/ ٤٧. (٨) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج: ٥/ ٤٧، وجاء بعده عند الزجاج: «أي قد امتلأت» . ومعنى هذا القول أنه لا مزيد مكان في جهنم، وقيل في معنى هذه الآية أن قول جهنم هذا بمعنى الاستزادة أي: هل من شيء أزداده؟. ورجحه الطبري في تفسيره: (٢٦/ ١٧٠، ١٧١) للحديث الذي أخرجه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «اختصمت الجنة والنار.. وأما النار فيلقون فيها وتقول: هل من مزيد؟ ويلقون فيها وتقول: هل من مزيد؟ حتى يضع فيها قدمه، فهناك تملأ، ويزوى بعضها إلى بعض وتقول: قط قط» . الحديث أخرجه الإمام البخاري: ٦/ ٤٧، كتاب التفسير، تفسير سورة «ق» عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا.