١ لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ: أي: وأنت مستحل الحرمة، فيكون واو وَأَنْتَ واو الحال «١» ، وهذا قبل الهجرة، ثم استأنف وأقسم بقوله:
وَوالِدٍ. أي: آدم، وَما وَلَدَ: ذريته «٢» .
وقيل «٣» : إنه إثبات القسم، والمعنى: وأنت حلال تصنع ما تشاء، كما روي أنه أحلّ له يوم الفتح «٤» .
وقيل «٥» : حِلٌّ: حالّ، أي: ساكن.
٤ فِي كَبَدٍ: في شدائد «٦» لو وكلناه إلى نفسه فيها لهلك.
(١) قال أبو حيان في البحر المحيط: ٨/ ٤٧٤: «والإشارة لهذا البلد إلى مكة، وَأَنْتَ حِلٌّ جملة حالية تفيد تعظيم المقسم به، أي: فأنت مقيم به، وهذا هو الظاهر» . (٢) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (٣٠/ ١٩٥، ١٩٦) عن مجاهد، وقتادة، وأبي صالح، والضحاك. وأورده الحافظ ابن كثير في تفسيره: ٨/ ٤٢٥، وزاد نسبته إلى سفيان الثوري، وسعيد بن جبير، والسّدّي، والحسن البصري، وخصيف، وشرحبيل بن سعد وغيرهم ثم قال: «وهذا الذي ذهب إليه مجاهد وأصحابه حسن قوي لأنه تعالى لما أقسم بأم القرى وهي المساكن أقسم بعده بالساكن، وهو آدم أبو البشر وولده» ، وتوقف الطبري في القول بتخصيص هذه الآية بآدم وذريته، فقال: «والصواب من القول في ذلك ما قاله الذين قالوا: إن الله أقسم بكل والد وولده، لأن الله عم كل ذلك، ولا برهان يجب التسليم له بخصوصه، فهو على عمومه كما عمه» . (٣) وهو أصح الوجوه عند الماوردي في تفسيره: ٤/ ٤٥٦. وانظر معاني القرآن للزجاج: ٥/ ٣٢٧، وزاد المسير: ٩/ ١٢٦، وتفسير القرطبي: ٢٠/ ٥٩. (٤) ينظر صحيح البخاري: ١/ ٣٥، كتاب العلم، باب «ليبلغ العلم الشاهد الغائب» ، وصحيح مسلم: ٢/ ٩٨٨، كتاب الحج، باب «تحريم مكة وصيدها وخلاها وشجرها» . (٥) ذكره الماوردي في تفسيره: ٤/ ٤٥٦، والفخر الرازي في تفسيره: ٣١/ ١٨٠. (٦) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: ٢/ ٢٩٩، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٥٢٨، وتفسير الطبري: ٣٠/ ١٩٦، والمفردات للراغب: ٤٢٠.