والمراد دوام طلوعها عليهم في الصّيف، وإلا فالحيوان يحتال المكن حتى الإنسان، وهذا المكان وراء بريّة من تلقاء «بلغار»«٣» ، تدور الشّمس فيه بالصّيف ظاهرة فوق الأرض إلّا أنّها لا تسامت رؤوسهم «٤» .
٩٤ خَرْجاً: خراجا كالنبت والنبات «٥» .
٩٥ رَدْماً: هو ما جعل بعضه على بعض، ثوب مردّم رقّع رقعة فوق رقعة.
٩٦ زُبَرَ الْحَدِيدِ: قطعا منه.
ساوى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ: بين الجبلين، كلّ واحد يصادف صاحبه ويقابله «٦» . أو ينحرف عن صاحبه بمعنى الصّدوف «٧» ، والمعنى: حتى إذا
(١) في الأصل: «لها» . (٢) المراد ب «الكن» و «الخمر» هنا ما يسترهم ويحجبهم عن الشمس من بناء أو شجر أو لباس. (٣) بلغار: بضم الباء، والغين معجمة بلد معروف بأوروبا. قال ياقوت في معجم البلدان: ١/ ٤٨٥: «مدينة الصقالبة ضاربة في الشمال ... » . (٤) عقب ابن عطية- رحمه الله- على الأقوال التي قيلت في هؤلاء القوم، وصفتهم، ومكان وجودهم بقوله: وكثّر النقّاش وغيره في هذا المعنى، والظاهر من الألفاظ أنها عبارة عن قرب الشمس منهم، وفعلها بقدرة الله- تبارك وتعالى- فيهم، ونيلها منهم، ولو كان لهم أسراب تغني لكان سترا كثيفا، وإنما هم في قبضة القدرة سواء كان لهم أسراب أو دور أو لم يكن ... » . ينظر المحرر الوجيز: ٩/ ٣٩٨. (٥) ينظر تفسير الطبري: ١٦/ ٢٢، ومعاني القرآن للزجاج: ٣/ ٣١٠. و «خراجا» قراءة حمزة والكسائي كما في السبعة لابن مجاهد: ٤٠٠، والتيسير للداني: ١٤٦. (٦) في تهذيب اللغة للأزهري: ١٢/ ١٤٦: «يقال لجانب الجبلين إذا تحاذيا: صُدُفان وصَدَفان لتصادفهما أي تلاقيهما، يلاقي هذا الجانب الجانب الذي يلاقيه، وما بينهما فج أو شعب أو واد، ومن هذا يقال: صادفت فلانا، أي لاقيته» . (٧) ذكره الماوردي في تفسيره: ٢/ ٥٠٨ عن ابن عيسى.