وجاءه أحد أهلها فطلب أن يصحبه رجل من ذوي الفطنة يحسن السباحة، فأرسل معه " مجزأة " فدخل به من مدخل الماء، ينبطح على بطنه أحيانا، ويحبو، حتى دخل المدينة وعرف طرقها.
ورجع إلى أبي موسى، ثم عاد ومعه ٣٥ رجلا " كأنهم البط: يسبحون " وطلعوا إلى السور، وكبروا واقتتلوا هم ومن على السور، فقتل مجزأة وفتح أصحابه البلد (١) .
أَبُو الوَرْد
(٠٠٠ - ١٣٢ هـ = ٠٠٠ - ٧٥٠ م)
مجزأة بن الكوثر بن زفر بن الحارث الكلابي، المعروف ب أبي الورد: قائد من الولاة.
قال الزبيدي: من رجال الدهر. كان من قواد جيش مروان بن محمد (آخر الأمويين بالشام) ولما دالت الدولة المروانية كان أبو الورد واليا على " قنسرين " فقدمها جيش العباسيين. فأطاعهم أبو الورد وأجناده. وأساء قائد من الجيش العباسي إلى " مسلمة بن عبد الملك " فخرج أبو الورد، فقتل القائد، وأظهر التبييض (شعار الأموية) ودعا أهل قنسرين إلى الامتناع، فأجابوه وزحف إليهم عبد الله بن علي قائد جيوش " السفاح " في بلاد الشام. وعظمت الفتنة، فقتل أبو الورد فيها (٢) .
مِجْزَم
(٠٠٠ - ٠٠٠ = ٠٠٠ - ٠٠٠)
مجزم بن بكر بن عمرو بن عوف، من بني سامة بن لؤيّ: معمّر جاهلي. قال
(١) تاريخ الإسلام للذهبي ٢: ٣٠ وخزانة البغدادي ٢: ٤٤٠ والإصابة: ت ٧٧٣٢ ومعجم البلدان ٢: ٣٨٨ ورغبة الآمل ٥: ١٨٤ و ١٨٥ وفي الأغاني ٣: ١٦٦ خبر لبشار بن برد، الشاعر، مع أعرابي، في مجلس " مجزأة بن ثور السدوسي " ولا يمكن أن يكون المعني بهذا صاحب الترجمة، وبينه وبين بشار من الزمن نحو قرن ونصف. (٢) الطبري، وابن الأثير، وابن الوردي: حوادث سنة ١٣٢ والتاج ١: ٥٢.