وَرَوَى الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِهِ وابنُ حِبَّانَ في صَحِيحِهِ بِسَنَدٍ حَسَنٍ عَنْ أَبِي مَحْذُورَةَ -رضي اللَّه عنه- قَالَ: خَرَجْتُ في نَفَرٍ، فكنَّا بِبَعْضِ طَرِيقِ حُنَيْنٍ، فَقَفَلَ (٥) رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- مِنْ حُنَيْنٍ، فَلَقِيَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- بِبَعْضِ الطَّرِيقِ، فَأَذَّنَ مُؤَذِّنُ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- بِالصَّلَاةِ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فَسَمِعْنَا صَوْتَ المُؤَذِّنِ،
(١) قال الإِمام الذهبي في سير أعلام النبلاء (٣/ ١١٧): أبو مَحْذُورَةَ الجُمَحِيّ، مؤذِّن المسجد الحرام، وصاحب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. . . وكان -رضي اللَّه عنه- من أنْدَى الناس صَوتًا وأطْيَبِه. (٢) هو سعدُ بن عَائِذٍ المؤذن، مَوْلى عمَّار بن ياسر -رضي اللَّه عنه- المعروف بِسَعْدِ القَرَظِ، وإنما قيل له ذلك؛ لأنه كان يَتَّجِرُ فيه، والقَرَظُ: هو وَرَقُ السَّلمِ -وهو نوع من الأشجار- ومَسَحَ رَسُول اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- رأسَهُ، وبَرّك عليه، وجعَلَه مؤذن مسجدِ كباء، وخَلِيفَةَ بلال إذا غابَ، ثم استخلفه بلال على الأذان بمسجد رَسُول اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- في خِلافة أبي بكر وعمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، لمَّا سار إن الشام، فلم يزَل الأذان في عَقِبِهِ. انظر أسد الغابة (٢/ ٢٩٩). (٣) أخرجه الإِمام مسلم في صحيحه - كتاب الصلاة - باب استحباب اتخاذ مؤذنين للمسجد الواحد - رقم الحديث (٣٨٠). (٤) انظر صحيح مسلم بشرح النووي (٤/ ٧١). (٥) قَفَلَ: رَجَعَ. انظر النهاية (٤/ ٨١).