= الهجري، فقال: وعلى هذا، فلم يُؤخر النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- الحج بعد فرضه عامًا واحدًا، بل بادر إلى الامتثال في العام الذي فرض فيه، وهذا هو اللائق بهديه وحاله -صلى اللَّه عليه وسلم-، وآية فرض الحج هي قوله تَعَالَى في سورة آل عمران آية (٩٧): {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا}، وقد نزلت عام الوفود أواخر سنة تسع من الهجرة النبوية. وإنما تأخر رَسُول اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- عن المبادرة إلى الحج في السنة التاسعة لكراهة الاختلاط في الحج بأهل الشرك؛ لأنهم كانوا يحجون ويطوفون بالبيت عُراة، فلما طَهّر اللَّه البيت الحرام منهم حج رَسُول اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-. (١) سورة المائدة آية (٣) - وانظر البداية والنهاية (٥/ ١١٥) للحافظ ابن كثير رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى. (٢) أخرجه الترمذي في جامعه - كتاب الحج - باب ما جاء: كم حج النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-؟ رقم الحديث (٨٢٦) - وابن ماجه في سننه - كتاب المناسك - باب حجة الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- رقم الحديث (٣٠٧٦) - وأورده ابن الأثير في جامع الأصول - رقم الحديث (١٧٨٤).