ورَوَى الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: تَزَوَّجَنِي رسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- في شَوَّالَ، وَبَنَى (٣) بِي في شَوَّال (٤)، فَأَيُّ نِسَاءَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-
(١) رواه مسلم في صحيحه - كتاب الرضاع - باب جواز هبتها نوبتها لضرتها - رقم الحديث (١٤٦٣) - والإمام أحمد في المسند - رقم الحديث (٢٤٣٩٥). (٢) انظر فتح الباري (١٠/ ٣٩١). (٣) البِنَاءُ: هو الدُّخُول بالزَّوجَةِ. انظر النهاية (١/ ١٥٦). (٤) شَوَّالُ: من أسمَاء الشُّهور معروفٌ، اسم الشهر الَّذي يَلِي شهر رمضان، وهو أوَّل أشهر الحج، قيل: سُمي بتشوِيلِ لَبَن الإبل، وهو تَوَلِّيهِ وإدبَارُهُ، وكانت العرب تَطَّيَّر من عقدِ المناكحٍ فيه، وتقولُ: إن المنكوحَةَ تَمتنعُ من ناكِحِهَا كما تَمتنعُ طُروقةُ الجَمَل إذا لقحتْ وشَالتْ بِذَنَبِهَا، فأبطلَ النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- طِيَرَتَهُمْ، وتزوَّج عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا في شوال. انظر لسان العرب (٧/ ٢٤٣). قال الإمام النووي في شرح مسلم (٩/ ١٧٩): قَصَدت عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا بهذا الكلامِ رَدَّ ما كانت الجاهليةُ عليه، وما يتخيَّلُه بعض العوَامِّ اليوم من كَراهة التزوُّجِ والتزويج، =