= فالجوابُ: أنَّهم كانوا ظانين أنَّهم يدعون إلى الجنة، وهم مجتهدون لا لَوْم عليهم في اتباع ظُنُونهم، فالمرادُ بالدعاء إلى الجنةِ الدُّعاء إلى سَبَبِها، وهو طاعةُ الإِمام، وكذلك كان عمَّار -رضي اللَّه عنه- يَدْعوهم إلى طاعة علي -رضي اللَّه عنه- وهو الإِمام الواجِبُ الطاعَةِ إِذْ ذَاك، وكانوا هم يَدعون إلى خلافِ ذلك، لكنهم مَعْذُورُونَ للتأويل الذي ظهَر لهم. (١) أخرج قِصَّةَ بناءِ المسجدِ النبوي: البخاري في صحيحه - كتاب فضائل الأنصار - باب هجرة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وأصحابه إلى المدينة - رقم الحديث (٣٩٠٦) - وباب مقدم الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- وأصحابه المدينة - رقم الحديث (٣٩٣٢) - وأخرجها في كتاب الصلاة - باب هل تنبش قبور مشركي الجاهلية - رقم الحديث (٤٢٨) - باب التعاون في بناء المسجد - رقم الحديث (٤٤٧) - وأخرجه الإِمام مسلم في صحيحه - كتاب المساجد ومواضع الصلاة - باب ابتناء مسجد النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- رقم الحديث (٥٢٤) - وأخرجها في كتاب الفتن وأشراط الساعة - باب لا تقوم الساعة حتَّى يمر الرَّجل بقبر الرَّجل - رقم الحديث (٢٩١٥) - وأخرجه الإِمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (١٢١٧٨) - (٢٦٥٦٣). (٢) انظر سير أعلام النبلاء (٣/ ٣٩). (٣) جاء ذلك في رواية عبد اللَّه بن الزبير عند البيهقي في الدلائل (٢/ ٥٠٩). (٤) أخرج ذلك البخاري في صحيحه - كتاب الصلاة - باب بنيان المسجد - رقم الحديث (٤٤٦) =