قَالَ: فَأَصَابَنِي هَمٌّ لَمْ يُصِبْنِي مِثْلُهُ قَطٌّ، وَجَلَسْتُ في بَيْتِي (٣)، وَقَالَ عَمِّي: مَا أَرَدْتَ إلى أَنْ كَذَّبَكَ النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- وَمَقَتَكَ (٤).
* تَصَرُّفُ الرَّسُولِ -صلى اللَّه عليه وسلم-:
ثُمَّ تَصَرَّفَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- في هَذَا الحَادِثِ تَصَرُّفَ القَائِدِ المُلْهَمِ الحَكِيمِ. . وَأَمَرَ بِالسَّيْرِ في غَيْرِ أَوَانٍ، وَمُتَابَعَةَ السَّيْرِ حَتَّى الإِعْيَاءِ، لِيَصْرِفَ
(١) نهَرَهُ: زَجَرَهُ. انظر لسان العرب (١٤/ ٣٠٤). (٢) الجَهْشُ: أن يفزَع الإنسان إلى الإنسان ويلجَأَ إليه، وهو مع ذلك يُريد البكاء، كما يَفْزَعُ الصبي إلى أمه وأبيه. انظر النهاية (١/ ٣١٠). (٣) قلتُ: ربما يفهم من قول زيد: "وجلستُ في بيتي" بيته في المدينة، والصحيح أن المقصود بها مكان رحل الرجل. وفي رواية النسائي في السنن الكبرى - رقم الحديث (١١٥٣٠) - قال زيد: وجلسْتُ في البيت مخَافَةَ إذا رآني النَّاس أن يقولوا: كَذَبْتَ. (٤) المَقْتُ: أشدُّ البُغْضِ. انظر النهاية (٤/ ٢٩٥). وأخرج ذلك البخاري في صحيحه - كتاب التفسير - باب اتخذوا أيمانهم جنة - رقم الحديث (٤٩٠١) (٤٩٠٤) - وأخرجه مسلم في صحيحه - كتاب صفات المنافقين وأحكامهم - رقم الحديث (٢٧٧٢) - وأخرجه الإِمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (١٩٢٨٥) - (١٩٣٣٣) - (١٩٣٣٤) - وأخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار - رقم الحديث (٥٨٨٥).