وقال الكسائي: الفتنة هاهنا العذاب، وكانوا يعذبون من أسلم (٢).
{وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ}(٣) قرأ عيسى بن عمر، وطلحة بن مصرف، ويحيى بن وثاب، والأعمش، وحمزة، والكسائي ثلاثتها بغير أَلْف من القتل (٤) على معنى: ولا تقتلوا بعضهم (٥)، تقول العرب: قتلنا بني تميم، وإنما قتلوا بعضهم، لفظه عام، ومعناه خاص.
وقرأ الباقون كلها بالألف من القتال.
واختلفوا في حكم الآيات (٦)، فقال قوم: هي منسوخة، نهوا عن
(١) "تفسير غريب القرآن" لابن قتيبة (ص ٧٦)، "غريب الحديث" للحربي ٣/ ٩٣١، "جامع البيان" للطبري ٢/ ١٩١ - ١٩٢، "تفسير القرآن العظيم" لابن أبي حاتم ١/ ٣٢٦. (٢) "النكت والعيون" -رسالة دكتوراه- ٢/ ٥٩١، وليس في المطبوع. "البحر المحيط" لأبي حيان ٢/ ٧٤، وقد روى الحربي في "غريب الحديث" ٣/ ٩٣٥ عن الكسائي أنَّه قال: فتنوا المُؤمنين: حرقوهم بالنار. (٣) الآية كذا برسم المصحف وفي (ز)، (أ). وأما في (س): ولا تقتلوهم ... . فإن قتلوكم. وفي (ش): ولا تقتلوهم. . حتَّى يقتلوكم ... . وفي (ح): ولا تقتلوهم ... حتَّى يقتلوهم ... فإن قتلوكم ... . (٤) "السبعة" لابن مجاهد (ص ١٧٩ - ١٨٠)، "جامع البيان" للطبري ٢/ ١٩٢ - ١٩٣، "علل القراءات" للأزهري ١/ ٧٤، "الغاية في القراءات العشر" لابن مهخران الأصبهاني (ص ١٠٩). (٥) كذا في جميع النسخ. وأما في (س): بعضكم. (٦) في (ش)، (ح)، (ز): هذِه الآيات. وفي (أ): الآية.