قال أهل الإشارة: إنما يُخادَعُ (١) من لا يعرف البواطن، فأما من عرَف البواطن فإن من خادعه فإنما يخدع نفسه (٢).
واختلف القَرَأَةُ (٣) في قوله: {وَمَا يَخْدَعُونَ} فقرأ شيبة ونافع وابن كثير وابن أبي إسحاق وأبو عمرو: (يخادعون) بالألف (٤)، جعلوه من المفاعلة التي تختص بالواحد، وقد ذكرنا نظائرهُ، وتصديق ذلك (٥) الحرف الأوَّل قوله: {يُخَادِعُونَ اللَّهَ} لم يختلفوا فيه إلا ما رُوي عن أبي حيوة الشامي أنَّه قرأ: (يخدعون الله)(٦) وقرأ الباقون: {وَمَا يَخْدَعُونَ} على أشبه اللغتين وأفصحهما (٧)، واختاره أبو عبيد.