قال القاضي عياض -رحمه الله-: والسلفُ مجمِعُونَ على حمله على ظاهره دون تأويل، والله أعلم بحقيقة صفته، وهو الجِسْر، كما جاء في الحديث الآخر، ويُقالُ بكسر الجيم وفتحِها ا. هـ (٢).
الصراط دَحْضٌ مَزَلَّة:
وقد جاءت السنة ببيان صفة هذا الصراط، وفيها: أن الصراط زَلِقٌ؛ ففي الصحيح أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قيل له: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الجَسْرُ؟ فَقَالَ -صلى الله عليه وسلم-: «مَدْحَضَةٌ مَزِلَّةٌ، … »(٣).
وقوله:«مَدْحَضَةٌ مَزِلَّةٌ» بمعنى واحد (٤). و «مَزِلَّةٌ» بِفَتْحِ الْمِيمِ وَكَسْرِ الزَّايِ وَيَجُوزُ فَتْحُهَا وَتَشْدِيدُ اللَّامِ- أَيْ مَوْضِعُ الزَّلَلِ … (٥). وتقدم هذا الحديث في أبواب الشفاعة.
[الصراط له جنبتان]
وبيَّن -عليه الصلاة والسلام- أنَّ للصراط جنبتين أو أنَّ له حافتين: كما في حديث أبي هريرة وحذيفة -رضي الله عنهما- وتقدما معنا في أبواب الشفاعة-: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: « … فَيَأْتُونَ مُحَمَّدًا -صلى الله عليه وسلم-، فَيَقُومُ فَيُؤْذَنُ لَهُ، وَتُرْسَلُ الْأَمَانَةُ وَالرَّحِمُ، فَتَقُومَانِ جَنَبَتَيِ الصِّرَاطِ يَمِينًا وَشِمَالًا، فَيَمُرُّ أَوَّلُكُمْ كَالْبَرْقِ» … الحديث (٦)
(١) «مجموع الفتاوى» (١٨/ ٦٩) وبنحوه في (١٩/ ١٢) (٢) إكمال المعلم بفوائد مسلم (١/ ٥٥٠) (٣) أخرجه البخاري (٧٤٣٩) من حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-. (٤) ينظر: "غريب الحديث للخطابي" (٢/ ٢٤٧) (٥) فتح الباري (١٣/ ٤٢٩). (٦) أخرجه مسلم (١٩٥) عن أبي هريرة وحذيفة -رضي الله عنهما-. وخرجه الحاكم في المستدرك على الصحيحين (٨٧٤٩) وصححه على شرطهما. وتعقبه شيخنا الوادعي في تحقيق المستدرك.