وروى البخاري عنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ -رضي الله عنه-، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مِمَّا يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ لِأَصْحَابِهِ:«هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ رُؤْيَا» قَالَ: فَيَقُصُّ عَلَيْهِ مَنْ شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُصَّ، وَإِنَّهُ قَالَ ذَاتَ غَدَاةٍ:«إِنَّهُ أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتِيَانِ، وَإِنَّهُمَا ابْتَعَثَانِي، وَإِنَّهُمَا قَالَا لِي انْطَلِقْ، وَإِنِّي انْطَلَقْتُ مَعَهُمَا، … -فذكر الحديث في الرؤيا- ثم قَالَ: «فَانْطَلَقْنَا، فَأَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ كَرِيهِ المَرْآةِ، كَأَكْرَهِ مَا أَنْتَ رَاءٍ رَجُلًا مَرْآةً، وَإِذَا عِنْدَهُ نَارٌ يَحُشُّهَا وَيَسْعَى حَوْلَهَا، قَالَ: قُلْتُ لَهُمَا: مَا هَذَا؟ فَقَالَا لِي: انْطَلِقِ انْطَلِقْ، … » وفي آخر الحديث: «قال فقالا لي: وَأَمَّا الرَّجُلُ الكَرِيهُ المَرْآةِ، الَّذِي عِنْدَ النَّارِ يَحُشُّهَا وَيَسْعَى حَوْلَهَا، فَإِنَّهُ مَالِكٌ خَازِنُ جَهَنَّمَ … »(٣). ورواه ابن عساكر من طريق الدارقطني بسنده عن أبي خلدة خالد بن دينار عن أبي رجاء العطاردي عن سمرة بن جندب وقال فيه: « … قال فَمَضَيْتُ سَاعَةً، فَإِذَا أَنَا بِشَجَرَة لَو اجْتَمَعَ تَحْتَها الْخَلْقُ لأظَلَّتْهُمْ، وَتَحْتَها رَجُلَان، وَاحِدٌ يَجْمَعُ حَطَبًا، واْلآخَرُ يُوقَدُ، قُلْتُ: سُبْحَانَ اللهِ! مَا هَذَا؟! فَقَالَ: ارْقبْ سَاعَةً، … ثم قال: قلتُ: فَالرَّجُلَانِ اللَّذَانِ كَانَا
(١) أخرجه الطبري في تفسيره ط هجر (٢٣/ ٥٥٢) ورواه يحيى بن معين في الجزء الثاني من حديثه رواية أبي بكر المروزي (١٢٤) (٢) تفسير ابن كثير ت سلامة (٨/ ٣٠٧) (٣) صحيح البخاري (٧٠٤٧)