الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: «هُمْ فِي الظُّلْمَةِ دُونَ الْجِسْرِ» قَالَ: فَمَنْ أَوَّلُ النَّاسِ إِجَازَةً؟ قَالَ:«فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ … » الحديث (١).
وقوله:«إجَازَة» هو بِكَسْر الْهمزَة وزاي أَي جَوَازًا وعبورا.
وفيه بيان فضل فقراء المهاجرين، حيث أكرمهم الله تعالى بسبق غيرهم في الجواز على الصراط.
قال العلماء: ولا يدلّ هذا على أن فقراء المهاجرين أفضل من أغنيائهم، للإجماع على أن عثمان بن عفّان وعبد الرحمن بن عوف، أفضل من أبي هريرة، وأبي ذرّ -رضي الله عنهم-. (٢)
وفي الصحيحين في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: « … وَيُضْرَبُ جِسْرُ جَهَنَّمَ، فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يُجِيزُ، وَدُعَاءُ الرُّسُلِ يَوْمَئِذٍ: اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ. وَبِهِ كَلالِيبُ مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ، … غَيْرَ أَنَّهَا لَا يَعْلَمُ قَدْرَ عِظَمِهَا إِلَّا اللَّهُ، فَتَخْطَفُ النَّاسَ بِأَعْمَالِهِمْ، مِنْهُمُ المُوبَقُ بِعَمَلِهِ، وَمِنْهُمُ المُخَرْدَلُ، ثُمَّ يَنْجُو … » الحديث (٤)
وتقدم معنا حديث جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- في صحيح الإمام مسلم -رحمه الله- لمَّا سُئِل عن الورود الذي يكون في ذلك اليوم، فقال -رضي الله عنه- وأرضاه: «فَتُدْعَى الأُمَمُ بِأَوْثَانِهَا وَمَا كَانَتْ تَعْبُدُ الأَوَّلُ فَالأَوَّلُ ثُمَّ يَأْتِينَا رَبُّنَا بَعْدَ ذَلِكَ، فَيَقُولُ مَنْ تَنْظُرُونَ؟ -أي: من تنتظرون؟ -فَيَقُولُونَ: نَنْظُرُ رَبَّنَا. فَيَقُولُ: أَنَا رَبُّكُمْ. فَيَقُولُونَ: حَتَّى نَنْظُرَ إِلَيْكَ. فَيَتَجَلَّى لَهُمْ
(١) صحيح مسلم (٣١٥) (٢) انظر: «البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج» (٧/ ٥٣٩) (٣) أخرجه البخاري (٧٤٣٩) ومسلم (١٨٣) ومنه الزيادة. (٤) أخرجه البخاري (٦٥٧٣) واللفظ له ومسلم (١٨٢).