والشفاعة العظمى هي المقام المحمود الذي وعده الله -عز وجل- لنبيه -صلى الله عليه وسلم- كما قال تعالى: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا (٧٩)} [الإسراء]. فالناس إذا ضاق بهم الموقف، وطال المقام، واشتدَّ القلق، وألجمهم العرقُ التمسوا الشفاعة في أنْ يفصل اللهُ بينهم، فيأتون آدمَ فنوحًا ثم إبراهيمَ ثم موسى ثم عيسى، وكلُّهم يقول: نفسي نفسي، وهم من أشدِّ الأنبياء قربًا إلى الله، وأعظم الناس جاهًا ومنزلة عند الله -جل وعلا- حتى ينتهوا إلى نبينا محمد، فيقول:«أَنَا لَهَا»(٢) فيشفع -صلى الله عليه وسلم- عند الله سبحانه في أهل الموقف أن يعجل الله -عز وجل- لحسابهم. وقد تقدم حديث ابْنِ عُمَرَ -رضي الله عنهما-، أنَّهُ قَالَ:« … فَذَلِكَ يَوْمَ يَبْعَثُهُ اللَّهُ المَقَامَ المَحْمُودَ»(٣)