وقال -جل وعلا-: {وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ (١٦)} [الحاقة] أي: منشقَّة متصدِّعة. فهذه السماء التي حثَّنا الله -عز وجل- على النظر إليها؛ إذ هي من آيات الله العظيمة يقول -جل وعلا-: {مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (٣) ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (٤)} [الملك]
فهذه السماء التي ليس فيها تشقُّقٌ ولا تصدُّعٌ، والتي زيَّنَها الله {بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ}[الصافات: ٦] تتصدَّعُ وتتشقَّقُ وتصبحُ {وَرْدَةً كَالدِّهَانِ}[الرحمن: ٣٧]، كما قال: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (١) وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (٢)} [الإنشقاق]
قال ابن جرير -رحمه الله-: "يقول تعالى ذكره: إذا السماء تصدَّعت وتقطَّعت فكانت أبوابًا، قولُه:{وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ} يقول: وسمعت السماوات في تصدعها وتشققها لربها وأطاعت له في أمره إيَّاها، والعربُ تقول: أَذِنَ لك في هذا الأمر إذنًا بمعنى: استمع لك"(٢)
ويقول -جل وعلا- في آية أخرى: {وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ (٩)} [المرسلات] أي: تشقَّقت وتفطَّرت، فهذا من وصف الله للسماء وحالها يوم القيامة،
(١) تفسير القاسمي (٩/ ١١٠) (٢) تفسير الطبري (٢٤/ ٢٣٠، ٢٢٩).