وأخبرنا النبي -صلى الله عليه وسلم- أن من أعمالهم أنهم مسؤولون عن ابن آدم من أول وهلة يعني من أول خلق الله -جل وعلا- له كما جاء في الصحيح عن حذيفة بن أسيد الغفاري -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:«إِذَا مَرَّ بِالنُّطْفَةِ ثِنْتَانِ وَأَرْبَعُونَ لَيْلَةً بَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهَا مَلَكًا، فَصَوَّرَهَا، وَخَلَقَ سَمْعَهَا وَبَصَرَهَا وَجِلْدَهَا وَلَحْمَهَا وَعِظَامَهَا ثُمَّ قَالَ: يَا رَبِّ أَذَكَرٌ أَمْ أُنْثَى؟ فَيَقْضِي رَبُّكَ مَا شَاءَ وَيَكْتُبُ الْمَلَكُ ثُمَّ يَقُولُ: يَا رَبِّ أَجَلُهُ؟ فَيَقُولُ رَبُّكَ مَا شَاءَ وَيَكْتُبُ الْمَلَكُ ثُمَّ يَقُولُ يَا رَبِّ: رِزْقُهُ؟ فَيَقْضِى رَبُّكَ مَا شَاءَ وَيَكْتُبُ الْمَلَكُ ثُمَّ يَخْرُجُ الْمَلَكُ بِالصَّحِيفَةِ فِي يَدِهِ فَلَا يَزِيدُ عَلَى مَا أُمِرَ وَلَا يَنْقُصُ»(٢).
وجاء في حديث عبدِ اللهِ بن مسعود -رضي الله عنه- قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ:«إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ثُمَّ يَكُونُ فِي ذَلِكَ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ يَكُونُ فِي ذَلِكَ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ يُرْسَلُ الْمَلَكُ فَيَنْفُخُ فِيهِ الرُّوحَ … »(٣).
(١) أخرجه ابن المبارك في الزهد (٢/ ١٠١/ زيادات نعيم). ومن طريقه ابن أبي الدنيا في الأهوال (١٧٣) -. ورواه الحارث في مسنده كما في بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث (٢/ ١٠٠١) -ومن طريقه أبو نعيم في الحلية (٦/ ٦٢) - حدثنا هوذة عن عوف به. وقال الحافظ في المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية (٤٥٥٧): هذا موقوف وإسناده حسن ا. هـ (٢) مسلم (٢٦٤٥). (٣) صحيح البخاري (٣٢٠٨)، وصحيح مسلم (٢٦٤٣) واللفظ له.