يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «إِنِّي بَيْنَ أَيْدِيكُمْ فَرَطٌ وَأَنَا عَلَيْكُمْ شَهِيدٌ» - يعني: إني سابقكم إلى الله -جل وعلا- قال:«وَإِنِّي لأَنْظُرُ إِلَيْهِ مِنْ مَقَامِي هَذَا»(١) وفي رواية: «وَإِنِّي وَاللَّهِ لأَنْظُرُ إِلَى حَوْضِي الآنَ»(٢).
وهذا الخبر منه -عليه الصلاة والسلام- تصريحٌ بأن الحوض حقيقيٌّ على ظاهره، وأنه مخلوق، موجود اليوم، فيجب الإيمان بما أخبر به نبيُّنا -صلى الله عليه وسلم-.
وأخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- عن مكان حوضه فقال:«مَا بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ وَمِنْبَرِي عَلَى حَوْضِي» رواه البخاري (٤).
قال الشيخ ابن باز -رحمه الله-: «وَمِنْبَرِي عَلَى حَوْضِي» يدل على أن حوضه هناك، وموضع المسجد من حوض النبي -صلى الله عليه وسلم-.
وقال أيضا: المسجد من محال الحوض يوم القيامة؛ لأن الحوض طويل طوله مسيرة شهر ا. هـ (٥)
(١) أخرجه البخاري (٤٠٤٢) من حديث عقبة بن عامر -رضي الله عنه-. (٢) أخرجها البخاري (١٣٤٤)، ومسلم (٢٢٩٦). (٣) فتح الباري (٣/ ٢١١) و (١١/ ٤٧٥) (٤) أخرجه البخاري (١١٩٦) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-. (٥) الحلل الإبريزية من التعليقات البازية على صحيح البخاري (١/ ٣٦٠، ٢/ ١١٥)