وجاء في حديث جبرائيل المشهور -عليها السلام- أنه قال للنبي -صلى الله عليه وسلم-: فأخبرني عن الإيمان، قال:«أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ»(٢). فبيَّنَ له النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- أنَّ الإيمان بالكتب أحدُ أركان الإيمان.
وجاء في دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- من أدعية النوم أنه كان يقول:«اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ، وَرَبَّ الأَرْضِ، وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ، فَالِقَ الْحَبِّ وَالنَّوَى، وَمُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْفُرْقَانِ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ شَيْءٍ»(٣) قوله: «وَالْفُرْقَانِ» أي القرآن.
ورواه أبو هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ -رضي الله عنه-، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «أَلَا أُعَلِّمُكَ
(١) مجموع الفتاوى (١٢/ ٣٣٨) وما بعدها. (٢) أخرجه مسلم (١) من حديث عمر -رضي الله عنه-. وهو في البخاري (٥٠) ومسلم (٩) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- (٣) مسلم (٢٧١٣) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-. (٤) موطأ مالك ت عبد الباقي (١/ ٨٣/ رقم ٣٧)، وقال الحافظ ابن حجر في المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية (١٤/ ٤٣٣): هَذَا مُرْسَلٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ. ولكن اخْتُلِفَ فِيهِ عَلَى الْعَلَاءِ، فَرَوَاهُ الدَّرَاوَرْدِيُّ عَنْهُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- خَرَجَ عَلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ -رضي الله عنه- … أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ ا. هـ قلت: وصله عن مالك زيد بن الحباب كما في تفسير الطبري (١٤/ ١٢٢/ ط هجر) والقعنبي كما في المستدرك للحاكم (٢/ ٢٥٨) فقالا: عن مالك عن أبي سعيد مولى عامر، عن أبيّ بن كعب ا. هـ والمرسل عن مالك أصح ويشهد له ما بعده.