[البشارة للمشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة]
يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «بشّر المشّائين في الظُّلَم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة»(٢)
قال المباركفوري -رحمه الله-: «بالنَّور التام»، قال:"الذي يحيط بهم من جميع جهاتهم، أي على الصراط لما قاسوا مشقة المشي في ظلمة الليل جوزوا بنور يضيء لهم ويحيطهم"(٣) وهذا عملٌ يسير على من يسّره الله -عز وجل- عليه.
[أول الناس مرورا على الصراط هذه الأمة]
ثبت في الصحيحين عن أبي هُرَيْرَةَ، -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قَالَ:« … فَيُضْرَبُ الصِّرَاطُ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ جَهَنَّمَ، فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يَجُوزُ مِنَ الرُّسُلِ بِأُمَّتِهِ، … »(٤)
[أول الأمة مرورا على الصراط فقراء المهاجرين]
روى الإمام مسلم عن ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: كُنْتُ قَائِمًا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فَجَاءَ حِبْرٌ مِنْ أَحْبَارِ الْيَهُودِ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مُحَمَّدُ … ثم قال اليهودي: جِئْتُ أَسْأَلُكَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: «أَيَنْفَعُكَ شَيْءٌ إِنْ حَدَّثْتُكَ؟» قَالَ: أَسْمَعُ بِأُذُنَيَّ، فَنَكَتَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- بِعُودٍ مَعَهُ، فَقَالَ:«سَلْ» فَقَالَ الْيَهُودِيُّ: أَيْنَ يَكُونُ النَّاسُ يَوْمَ تُبَدَّلُ
(١) «الزهد والرقائق - ابن المبارك - ت الأعظمي» (الملحق/ ١١٢) و «المستدرك على الصحيحين للحاكم» (٣٧٨٤)، وصححه الألباني لغيره في «صحيح الترغيب والترهيب» (١/ ١٨٨). (٢) رواه أبو داود (٥٦١) والترمذي (٢٢١) من حديث بريدة -رضي الله عنه-. ورواه ابن ماجه (٧٨٠، ٧٨١) من حديث سهل بن سعد، وأنس -رضي الله عنهما-؛ وهو في صحيح الترغيب والترهيب (٣١٥). (٣) تحفة الأحوذي (٢/ ١٣) (٤) صحيح البخاري (٨٠٦) وصحيح مسلم (١٨٢).