فحواء وسارة وهاجر وأم موسى وآسيا ومريم -عليهم السلام- كانوا صدِّيقات؛ ومن أوضح الأدلة على ذلك أن الله وصف مريم بأنها صديقة في مقام الثناء عليها، فقال:{مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ}[المائدة: ٧٥] فلو كان لها وصف النبوة وهو أعلى من الصِّدِّيقِيَّة لجاء الثناء عليها بذلك.
[الوحي من خصائص الأنبياء والرسل]
ومن مسائل الإيمان بالأنبياء والرسل أن نؤمن بما اختص الله -جل وعلا- أنبياءه ورسله، ومن ذلك: الوحيُ، فلا يُوحى إلى أحد بعد الأنبياء والمرسلين. قال الله -جل وعلا-: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ}[الكهف: ١١٠] فهو بشر -صلى الله عليه وسلم- لكن الله -جل وعلا- خصَّه كما خصَّ الأنبياء بأنه يُوحَى إليه -صلى الله عليه وسلم-.
[الأنبياء والرسل تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم]
ومن خصائص الأنبياء أنهم «تَنَامُ أَعْيُنُهُمْ، وَلَا تَنَامُ قُلُوبُهُمْ» كما في حديث الإسراء والمعراج وفيه: «وَالنَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- نَائِمَةٌ عَيْنَاهُ وَلَا يَنَامُ قَلْبُهُ، وَكَذَلِكَ الأَنْبِيَاءُ تَنَامُ أَعْيُنُهُمْ وَلَا تَنَامُ قُلُوبُهُمْ»(٢) وعَنْ عَطَاءٍ، مرفوعا:«إِنَّا مَعْشَرَ الْأَنْبِيَاءِ تَنَامُ أَعْيُنُنَا، وَلَا تَنَامُ قُلُوبُنَا»(٣)
[الأنبياء والرسل يخيرون عند الموت]
ومن خصائصهم أن الله -جل وعلا- يُخيِّرهم عند الموت، كما في الصحيح عَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها-، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ:«مَا مِنْ نَبِيٍّ يَمْرَضُ إِلَّا خُيِّرَ بَيْنَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ»، وَكَانَ فِي شَكْوَاهُ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ، أَخَذَتْهُ بُحَّةٌ شَدِيدَةٌ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: {مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ
(١) انظر: الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح (٢/ ٣٤٩) (٢) صحيح البخاري (٣٥٧٠) عن أنس -رضي الله عنه-. (٣) الطبقات الكبرى ط دار صادر (١/ ١٧١) وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (١٧٠٥)