وروى الترمذي عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رضي الله عنه- «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- خَطَبَ إِلَى لِزْقِ جِذْعٍ وَاتَّخَذُوا لَهُ مِنْبَرًا، فَخَطَبَ عَلَيْهِ فَحَنَّ الجِذْعُ حَنِينَ النَّاقَةِ، فَنَزَلَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- فَمَسَّهُ فَسَكَتَ»(٤)
وفي رواية عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رضي الله عنه- قال: كَانَ يَقُومُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَيُسْنِدُ ظَهْرَهُ إِلَى جِذْعٍ مَنْصُوبٍ فِي الْمَسْجِدِ، فَيَخْطُبُ النَّاسَ، فَجَاءَهُ رُومِيٌّ، فَقَالَ: أَصْنَعُ لَكَ شَيْئًا تَقْعُدُ عَلَيْهِ، وَكَأَنَّكَ قَائِمٌ، فَصَنَعَ لَهُ مِنْبَرًا لَهُ دَرَجَتَانِ، وَيَقْعُدُ عَلَى الثَّالِثَةِ، فَلَمَّا قَعَدَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- عَلَى ذَلِكَ الْمِنْبَرِ، خَارَ الْجِذْعُ كَخُوَارِ الثَّوْرِ حَتَّى ارْتَجَّ الْمَسْجِدُ لِخُوَارِهِ حُزْنًا عَلَى رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، فَنَزَلَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، فَالْتَزَمَهُ وَهُوَ
(١) صحيح البخاري (٣٥٧٦) ورواه مسلم مختصرا (١٨٥٦) (٢) صحيح البخاري (٣٥٨٣). (٣) صحيح البخاري (٢٠٩٥، ٣٥٨٤) وقال الحافظ في الفتح (٤/ ٣١٩): وقوله: «قَالَ بَكَتْ عَلَى مَا كَانَتْ تَسْمَعُ مِنَ الذِّكْرِ» صَرَّحَ وَكِيعٌ فِي رِوَايَتِهِ عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَيْمَنَ بِأَنَّهُ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وابن أبي شيبَة عَنهُ ا. هـ (٤) سنن الترمذي ت شاكر (٣٦٢٧) وحسنه شيخنا الوادعي في الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين (١١٠١) وانظر: السلسلة الصحيحة (٢١٧٤)