كان النبي -صلى الله عليه وسلم- في استفتاح الصلاة في قيام الليل يُكَبِّرُ عَشْرًا، وَيَحْمَدُ عَشْرًا، وَيُسَبِّحُ عَشْرًا، وَيُهَلِّلُ عَشْرًا، وَيَسْتَغْفِرُ عَشْرًا، وَيَقُولُ:«اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَاهْدِنِي، وَارْزُقْنِي وَعَافِنِي، أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ ضِيقِ الْمَقَامِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»(١)،
وفي رواية:«اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الضِّيقِ يَوْمَ الْحِسَابِ»(٢).
وتأملوا ما جاء في شأن أولئك الذين يحاسبهم الله -جل وعلا- على أعمالهم التي عملوها لغير الله، قرؤوا القرآن لغير الله، تصدقوا لغير الله، جاهدوا لغير الله، فيناقَشُون الحساب يوم القيامة، فقد جاء في الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه:«يُؤْتَى بِصَاحِبِ المَالِ فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ: أَلَمْ أُوَسِّعْ عَلَيْكَ حَتَّى لَمْ أَدَعْكَ تَحْتَاجُ إِلَى أَحَدٍ؟ قَالَ: بَلَى يَا رَبِّ، قَالَ: فَمَاذَا عَمِلْتَ فِيمَا آتَيْتُكَ؟ قَالَ: كُنْتُ أَصِلُ الرَّحِمَ وَأَتَصَدَّقُ. فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ: كَذَبْتَ. وَتَقُولُ لَهُ المَلَائِكَةُ: كَذَبْتَ. وَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: بَلْ أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ: فُلَانٌ جَوَادٌ. فَقَدْ قِيلَ ذَاكَ»(٤)، فهذا ممن يناقش الحساب يوم القيامة، ولا يغفر الله -عز وجل- له، ويأمر الله -عز وجل- به، فيُسحَب إلى نار جهنم، -نسأل الله السلامة والعافية-.
(١) أخرجه أبو داود (٧٦٦) والنسائي (١٦١٧) واللفظ له،، وابن ماجه (١٣٥٦) من حديث عائشة -رضي الله عنها-. وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود (٧٤٢) وفي الصحيحة تحت الحديث (٣٣٣٨) (٢) أخرجه أحمد (٢٥١٠٢)، والنسائي في الكبرى (١٠٦٤٠)، والطبراني في الأوسط (٨/ ٢١٠) برقم (٨٤٢٧) من حديث عائشة -رضي الله عنها-. وصححه الألباني في أصل صفة الصلاة (١/ ٢٦٧) (٣) تفسير ابن كثير ت سلامة (٨/ ٣٤٧) (٤) أخرجه مسلم (١٩٠٥)، والترمذي (٢٣٨٢) واللفظ له من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-.