من ذلك ما جاء في الحديث السابق:«كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ».
وقال -صلى الله عليه وسلم-: «الطُّهُورُ شَطْرُ الإِيمَانِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلأُ الْمِيزَانَ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلآنِ-أَوْ تَمْلأُ-مَا بَيْنَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالصَّلَاةُ نُورٌ … » الحديث (٣). فتأملوا قوله -صلى الله عليه وسلم-: «وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلآنِ-أَوْ تَمْلأُ-مَا بَيْنَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالصَّلَاةُ نُورٌ … » فإنه دالٌ على أن هذه الكلمات المباركات لعظيم فضلها وعلو مكانتها تملأ الميزان، والحديث على ظاهره من غير تأويل بثوابها؛ لعدم ما يمنع من كونها هي الموزون.
[الكلمات الأربع الباقيات الصالحات واحتساب الولد الصالح إذا مات]
كذلك جاء عن أَبي سَلْمَى -رضي الله عنه- رَاعِي رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-،
(١) أخرجه البخاري (٤٧٢٨)، ومسلم (٢٧٨٥) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-. (٢) فتح القدير (٣/ ٣٧٣). (٣) أخرجه مسلم (٢٢٣) من حديث أبي مالك الأشعري -رضي الله عنه-.