ومما يتضمنه الإيمان باليوم الآخر، -كما تقدم- أيضا، الإيمان بحياة البرزخ، ثم الإيمانَ بالبعث والجزاء والنشور وما يكون في يوم القيامة.
وحياة البرزخ حياة غيبية جاء ذكرها وبيانها في كتاب الله وفي سنة رسول -صلى الله عليه وسلم-، ولا يتم الإيمان باليوم الآخر إلا بأن يؤمن الإنسان بهذا الغيب الذي أخبرنا عنه النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو عالم البرزخ.
[حياة البرزخ القيامة الصغرى]
ويُسمِّيه بعضُ العلماء بالقيامة الصغرى؛ فإن الموت يُسمَّى بالقيامة، ويُسمَّى بالساعة، وقد جاء في الصحيحين من حديث أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- وأرضاها أنها قالت: كان رجالٌ من الأعراب جفاةٌ يأتون النبي -صلى الله عليه وسلم- فيسألونه: متى الساعة؟ فكان ينظر إلى أصغرهم، فيقول -عليه الصلاة والسلام-: «إِنْ يَعِشْ هَذَا لَا يُدْرِكْهُ الْهَرَمُ حَتَّى تَقُومَ عَلَيْكُمْ سَاعَتُكُمْ»(٢).