٨ - وعَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ -رضي الله عنه- قَالَ: -وذكر الحديث- أن رجلا من القسيسين دلَّه على النبي -صلى الله عليه وسلم-، قَالَ -رضي الله عنه-: فَانْطَلَقْتُ -وذكر الحديث في لقيه للنبي -صلى الله عليه وسلم- قال فَقُلْتُ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، قَالَ:«وَمَا ذَاكَ»؟ فَحَدَّثْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ، ثُمَّ قُلْتُ: أَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَإِنَّهُ حَدَّثَنِي أَنَّكَ نَبِيُّ؟ قَالَ:«لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا نَفْسٌ مَسْلَمَةٌ» فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُ أَخْبَرَنِي أَنَّكَ نَبِيٌّ أَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ؟ قَالَ:«لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ»(١)
٩ - وفي صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَوَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ»(٢)
فالذين سيدخلون الجنة بفضلٍ من الله -جل وعلا- ورحمةٍ منه هم المؤمنون بالله ورسله، الذين ماتوا على توحيد الله، ماتوا على التوحيد واجتناب الشرك والبُعْدِ عنه، فمن مات على التوحيد فهو من أهل الجنة.
قال ابن القيم: «وقد جعل الله سبحانه لكل مطلوب مفتاحا يفتح به فجعل مفتاح الصلاة الطهور … ومفتاح الحج الإحرام ومفتاح البر الصدق ومفتاح الجنة التوحيد ومفتاح العلم حسن السؤال وحسن الإصغاء … ومفتاح كل خير الرغبة في الله والدار
(١) أخرجه ابن سعد في الطبقات (٤/ ٨١) وأحمد (٢٣٧١٢) وصححه ابن حبان (٧١٢٤) (٢) صحيح مسلم (٥٤) (٣) علقه البخاري في الصحيح (٢/ ٧١) ووصله شيخه إسحاق بن راهويه كما في المطالب العالية (٢٨٩٣) -ومن طريقه البخاري في التاريخ الكبير مختصرا (١/ ٩٥) وأبو نعيم في الحلية (٤/ ٦٦) وفي صفة الجنة (١٩١) والحافظ في تغليق التعليق (٢/ ٤٥٣) - ورواه من غير طريق إسحاق البيهقي في الأسماء والصفات (٢٠٨). وحسنه الحافظ في المطالب العالية. وروي في مسند أحمد (٢٢١٠٢) عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: «مَفَاتِيحُ الْجَنَّةِ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ» وسنده ضعيف.