ومما يدل على منزلة الإيمان بالكتب في الدين أيضًا أن الله تعالى أهلك الأمم السابقة بسبب تكذيبهم بهذه الكتب كما أخبر الله -جل وعلا- عن نبيه صالح -عليها السلام- أنه قال لقومه: {يَاقَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لَا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ (٧٩)} [الأعراف].
وقال تعالى عن نبيه شعيب -عليها السلام- الذي كان يسميه بعض السلف خطيب الأنبياء -عليهم السلام- (٣) - {الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْبًا كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْبًا كَانُوا هُمُ الْخَاسِرِينَ (٩٢) فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَاقَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ آسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ (٩٣)} [الأعراف]
[كفر المكذبين بالكتب المنزلة]
والمكذبون بالكتب المنزلة أو ببعضها كفار مستحقون للعذاب إذ لا يتم الإيمان إلا بالإيمان بجميع الكتب المنزلة، كما تقدم. يقول ربُّنا:
(١) تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (١٨/ ٤٢٣) (٢) تفسير ابن كثير ت سلامة (٦/ ٢٨٥) (٣) رواه ابن أبي الدنيا في العقوبات (١٨٥) عن الثوري قال: " كَانَ يُقَالُ: شُعَيْبٌ خَطِيبُ الْأَنْبِيَاءِ -صلى الله عليه وسلم- " ورواه ابن أبي حاتم (٨٧٢٥) عن الإمام مالك أنه قال: كَانَ شُعَيْبٌ -عليه السلام- خَطِيبَ الأَنْبِيَاءِ. وفي تفسير الطبري (١٠/ ٣٢٣): بسنده عن ابْنِ إِسْحَاقَ قال: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِيمَا ذَكَرَ لِي يَعْقُوبُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ إِذَا ذَكَرَ شُعَيْبًا، قَالَ: «ذَاكَ خَطِيبُ الْأَنْبِيَاءِ» لِحُسْنِ مُرَاجَعَتِهِ قَوْمِهِ فِيمَا يُرَادُ بِهِمْ.