ويقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «مَا مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا سَيُكَلِّمُهُ رَبُّهُ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تُرْجُمَانٌ، فَيَنْظُرُ أَيْمَنَ مِنْهُ فَلَا يَرَى إِلَّا مَا قَدَّمَ مِنْ عَمَلِهِ، وَيَنْظُرُ أَشْأَمَ مِنْهُ فَلَا يَرَى إِلَّا مَا قَدَّمَ، وَيَنْظُرُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلَا يَرَى إِلَّا النَّارَ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ، فَاتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ» وفي رواية: «وَلَوْ بِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ»(٤). دلَّ هذا الحديث على حرص النبي -صلى الله عليه وسلم- على أن يكون المؤمن في الدنيا مجتهدًا في أن يعمل العمل الذي يقيه يوم القيامة من عذاب الله -سبحانه وتعالى-.
[بعث النار]
وفي الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- «يَقُولُ اللَّهُ: يَا آدَمُ، فَيَقُولُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالخَيْرُ فِي يَدَيْكَ، قَالَ: يَقُولُ: أَخْرِجْ بَعْثَ النَّارِ، قَالَ: وَمَا بَعْثُ النَّارِ؟ قَالَ: مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعَ مِائَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ»
(١) شرح النووي على مسلم (١٧/ ٨٥) (٢) أخرجه ابن ماجه (٤٣٤١) وصححه شيخنا الوادعي على شرط الشيخين في الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين (٦٢٠). (٣) شعب الإيمان (١/ ٥٨٢). (٤) أخرجه البخاري (٧٥١٢) واللفظ له، ومسلم (١٠١٦) من حديث عدي ابن حاتم -رضي الله عنه-.