-عز وجل- من النار». وقال رجل متهم برأي الخوارج يقال له هَارُونَ أَبُو مُوسَى أَوْ أَبُو مُوسَى بْنُ هارون: ما هذا الذي تحدث به أبا عَاصِمٍ؟ فَقَالَ: إِلَيْكَ عَنِّي يَا عِلْجُ! فَلَوْ لَمْ أَسْمَعْهُ مِنْ أَكْثَرِ مِنْ ثَلَاثِينَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لَمْ أُحَدِّثْ بِهِ (١).
[أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- أول الأمم دخولا الجنة]
وأوَّلُ من يدخل الجنة من الأمم أمَّتُه -صلى الله عليه وسلم- فنحن كما قال -صلى الله عليه وسلم-: «نَحْنُ الْآخِرُونَ الْأَوَّلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَنَحْنُ أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ»(٣). أي: الآخرون زمنًا المتأخرون وقتًا لكننا الأوَّلون السابقون يوم القيامة، وهذا من تكرمة الله -عز وجل- لهذه الأمة.
وقد صح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال «أَهْلُ الجَنَّةِ عِشْرُونَ وَمِائَةُ صَفٍّ ثَمَانُونَ مِنْهَا مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ وَأَرْبَعُونَ مِنْ سَائِرِ الأُمَمِ»(٤) فثُلُثَا أهل الجنة من أمة محمد -صلى الله عليه وسلم-.
[رسولنا -صلى الله عليه وسلم- أول شافع]
يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- «أَنَا أَوَّلُ النَّاسِ يَشْفَعُ فِي الْجَنَّةِ، وَأَنَا أَكْثَرُ الْأَنْبِيَاءِ تَبَعًا»،
(١) المطالب العالية (٤٥٦٠) وانظر أيضا: شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي (٢٠٤٨) وشعب الإيمان للبيهقي (٣١٩) وتاريخ بغداد للخطيب البغدادي ت بشار (١٤/ ٧٥/ ٤٠٩٩) (٢) شعب الإيمان (١/ ٥٠٦) (٣) رواه في مسلم (٨٥٥) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-. (٤) سيأتي تخريجه في الجزء السابع مبحث "هذه الأمة هي أكثر أهل الجنة (ح: ١٣).