ومن الصحابة صحابيٌّ أكرمه الله -جل وعلا- بأن الملائكة غسلته، وهو: حنظلة بن أبي عامر -رضي الله عنه- المشهور بالغسيل. استشهد في معركة أحد. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- لأصحابه:«إِنَّ صَاحِبَكُمْ تُغَسِّلُهُ الْمَلَائِكَةُ» فَسَأَلُوا صَاحِبَتَهُ، فَقَالَتْ: إِنَّهُ خَرَجَ لَمَّا سَمِعَ الْهَائِعَةَ وَهُوَ جُنُبٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «لِذَلِكَ غَسَّلَتْهُ
الْمَلَائِكَةُ» (٣).
نزول الملائكة مع عيسى بن مريم -عليهما السلام-:
ففي صحيح مسلم عن النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ الْكِلَابِيَّ -رضي الله عنه- قَالَ: ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- الدَّجَّالَ ذَاتَ غَدَاةٍ، فَخَفَّضَ فِيهِ وَرَفَّعَ، حَتَّى ظَنَنَّاهُ فِي طَائِفَةِ النَّخْلِ، … فذكر الحديث وفيه قال -صلى الله عليه وسلم-: « … فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ -يعني الدجال- إِذْ بَعَثَ اللهُ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ، فَيَنْزِلُ عِنْدَ الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ، بَيْنَ مَهْرُودَتَيْنِ، وَاضِعًا كَفَّيْهِ عَلَى أَجْنِحَةِ مَلَكَيْنِ، … »
(١) الطبراني في الأوسط (٨٢٦١، ٩٢٥٩)، والحاكم (٤٠٠٤) وصححه. ووافقه الألباني كما في السلسلة الضعيفة (٦/ ٤٠٦). (٢) رواه عبد الله في زوائد مسند أبيه (٣٥/ ١٦٢) رقم (٢١٢٤٠) ومن طريقه الضياء في المختارة (٤/ ١٩) وصححه الألباني كما في السلسلة الضعيفة (٦/ ٤٠٥). (٣) رواه ابن حبان (٧٠٢٥)، والحاكم (٤٩١٧)، والبيهقي في سننه (٦٦٠٥) من حديث عبدالله بن الزبير -رضي الله عنها-.