لا يعلم أحدٌ متى يموت إلا اللهُ فهو من مفاتح الغيب التي اختصَّ اللهُ -عز وجل- بها كما في قوله تعالى في خاتمة سورة لقمان: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (٣٤)} [لقمان]. فهذه الخمسة: أمورٌ سمَّاها النبي -صلى الله عليه وسلم- بمفاتيح الغيب التي لا يعلمها إلا الله (٢).
ولا يعلم أحدٌ أين يموت إلا اللهُ:
وقد جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال «إِذَا قَضَى اللَّهُ لِعَبْدٍ أَنْ يَمُوتَ بِأَرْضٍ جَعَلَ لَهُ إِلَيْهَا حَاجَةً، أَوْ قَالَ: بِهَا حَاجَةً»(٣)
[للموت سكرات]
والموت له مُقدِّمات وله سكرات يقول الله -جل وعلا-: {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ (١٩)} [ق] والسكرة: الألم وما يصاب به الإنسان في ذلك الحين. وحين مرض نبينا -صلى الله عليه وسلم- مرضه الأخير كان يقول:«لَا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ إِنَّ لِلْمَوْتِ سَكَرَاتٍ»(٤).
وتقول عائشة -رضي الله عنها- في مرض رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما رأيتُ أحدًا أشدَّ عليه الوجع من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "(٥).
(١) أخرجه مسلم (٢٦٦٣). (٢) والخبر في الصحيحين تقدم تخريجه في المجلس الحادي والعشرين. (٣) رواه الترمذي (٢١٤٧) من حديث أبي عزَّة -رضي الله عنه-. (٤) أخرجه البخاري (٤٤٤٩) من حديث عائشة -رضي الله عنها-. (٥) أخرجه البخاري (٥٦٤٦).