وقال إمام أهل السنة أحمد بن حنبل -رحمه الله-: فما أعظم خطرك يا أخي في هذه الصّلاة، وفي غيرها من عملك، وما أولاك بالهمّ والحزن، والخوف والوجل فيها، وفيما سواها ممّا افترض الله عليك، إنك لا تدري: هل يقبل منك صلاةً قط، أم لا؟ ولا تدري: هل يقبل منك حسنةً قط، أم لا؟ وهل غفر لك سيئةً قط، أم لا؟ ثم أنت -مع هذا- تضحك وتغفل، وينفعك العيش، وقد جاءك اليقين: أنّك وارد النّار، ولم يأتك اليقين أنّك صادرٌ عنها، فما أحقّ بطول الحزن منك، حتى يتقبل الله منك؟ ثمّ -مع- هذا لا تدري، لعلّك لا تصبح إذا أمسيت، ولا تمسي إذا أصبحت، فمُبشّرٌ بالجنة، أو مُبشرٌ بالنّار ا. هـ (٤)
(١) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره (١٧٧٩) -ومن طريقه الطبري في «جامع البيان ط هجر» (١٥/ ٥٩٤) والحاكم (٨٧٤٨) - قَالَ: أرنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، به وفي الزهد والرقائق لابن المبارك - ط الأعظمي- (٣٠٩) ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (٢٨/ ١٠٦) - عَنْ عَبَّادٍ الْمِنْقَرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ قَالَ: لما نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} [مريم: ٧١] ذَهَبَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ إِلَى بَيْتِهِ فَبَكَى، فَجَاءَتِ امْرَأَتُهُ فَبَكَتْ، … » فذكر نحوه. ورواه ابن إسحاق -كما في سيرة ابن هشام ت السقا (٢/ ٣٧٣)؛ ومن طريقه الطبري في التاريخ (٣/ ٣٧) والطبراني كما في مجمع الزوائد (٦/ ١٥٧) وأبو نعيم في «حلية الأولياء» (١/ ١١٨) - عن عروة بن الزبير … قال: فَلَمَّا وَدَّعَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ مَنْ وَدَّعَ مِنْ أُمَرَاءِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بَكَى، فَقَالُوا: مَا يُبْكِيكَ يَا بْنَ رَوَاحَةَ؟ … فذكره نحوه. (٢) رواه الحسين المروزي في زوائده على ابن المبارك في الزهد والرقائق ط الأعظمي (١٤١٨) والطبري في تفسيره ط هجر (١٥/ ٥٩٨) وسنده صحيح. (٣) رواه ابن أبي شيبة في المصنف (٧/ ١٨٧) وانظر: «التخويف من النار لابن رجب/ ت بشير عيون» (٢٤٥) (٤) رسالة "الصلاة" (ص: ١١٢) وانظر: «الجامع لعلوم الإمام أحمد - الفقه» (٥/ ٥١٠)