التيمم في اللغة: القصد. يقال: يمَّمتُ الشيء، وتيمَّمتُه، وتأمَّمتُه: أي قصدتُه. ومنه: قوله تعالى: {وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ}[البقرة: ٢٦٧]. فلمَّا قال سبحانه:{فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا}[النساء: ٤٣] خُصَّ في عرف الخطاب الشرعي بِتيمُّمِ (١) الصعيد لمسح الوجه واليد، وغلب حتى صار المسحُ نفسه يسمَّى تيمُّمًا، وغلب على ألسنة الفقهاء: «تيمَّمتُ (٢) الصعيد» بمعنى تمسَّحتُ بالصعيد (٣).
والأصل فيه: الكتاب، يقول (٤) تعالى: {فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ} في موضعين [النساء:٤٣، المائدة: ٦]؛ والسنّة المستفيضة، وإجماع الأمة. وهو مع ذلك من خصائص أمّتنا، فإنّ الله لم يجعل التراب طهورًا إلا لهذه الأمة (٥).
(١) في المطبوع: «تيمم»، والمثبت من الأصل. (٢) في المطبوع: «تيمَّم» خلافًا للأصل. (٣) كتب في الأصل قبلها فوق التاء الأخيرة من «تمسحت»: «به»، ولكن لم يضرب على «بالصعيد». (٤) في المطبوع: «بقوله»، والمثبت من الأصل. (٥) أخرجه مسلم (٥٢٢) من حديث حذيفة يرفعه: «فُضِّلنا على الناس بثلاث: جعلت صفوفنا كصفوف الملائكة، وجعلت لنا الأرض كلها مسجدًا، وجعلت تربتها لنا طهورًا إذا لم نجد الماء».