هذا على ظاهر قول أصحابنا مستحبٌّ لكل من أراد الدخول إلى مكة، سواء أتاها من ناحية التنعيم أو من غيرها.
وجملة ذلك: أنه يستحبُّ دخول مكة من أعلاها والخروج من أسفلها؛ وذلك لما روى ابن عمر قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدخل من الثَّنية العليا التي بالبطحاء، ويخرج من الثنية السُّفلى. رواه الجماعة (٣) إلا الترمذي، وفي رواية للبخاري (٤): «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل مكة من كَدَاءٍ من الثنية العليا التي عند البطحاء، وخرج من الثنية السفلى».
وهذا إشارة (٥) إلى تكرُّرِ (٦) دخوله من ذلك الموضع.
وعن عائشة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما جاء مكة دخل من أعلاها، وخرج من أسفلها (٧). وفي لفظ:«دخل عامَ الفتح من كَدَاءٍ التي بأعلى مكة». متفق
(١) انظر المسألة في «المستوعب» (١/ ٤٩٦) و «المغني» (٥/ ٢١٠) و «الشرح الكبير» (٩/ ٧٣) و «الفروع» (٦/ ٣٢). (٢) «مكة» ساقطة من ق. (٣) أحمد (٤٦٢٥) والبخاري (١٥٧٥) ومسلم (١٢٥٧) وأبو داود (١٨٦٦) والنسائي (٢٨٦٥) وابن ماجه (٢٩٤٠). (٤) رقم (١٥٧٦). (٥) في المطبوع: «أشار» خلاف النسختين. (٦) في المطبوع: «تكرار». (٧) أخرجه البخاري (١٥٧٧) ومسلم (١٢٥٨).