والذي في «الموطأ»(١) بهذا الإسناد: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:«الشهر تسعٌ وعشرون، فلا تصوموا حتى تروا الهلالَ، ولا تفطروا حتى تروه، فإن غُمّ عليكم فأكملوا العِدَّةَ ثلاثين»(٢).
ثم روى مالك (٣) عن ثور بن زيد، عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:«لا تصوموا حتى تروا الهلالَ، ولا تفطروا حتى تروه، فإن غُمّ عليكم فأكملوا العِدّة ثلاثين».
فلعل ... (٤)
وعن ابن عمر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكر رمضان، فضرب بيده، فقال:«الشهر هكذا وهكذا وهكذا ــ ثم عقد إبهامه في الثالثة ــ، صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غُمّ عليكم فاقدروا ثلاثين» رواه مسلم (٥).
فوجه الدلالة من هذه الأحاديث من وجوه:
أحدها: أن قوله: «فأكملوا العِدّة» يقتضي إكمال العدّة في هلال الصوم وفي هلال الفطر، فإن الصوم والفطر قد تقدم ذكرهما جميعًا في قوله:
(١) (٧٨٢). (٢) كذا في النسختين، والذي في «الموطأ»: «فإن غم عليكم فاقدروا له». (٣) في «الموطأ» (٧٨٣). قال الجوهري في «مسند الموطأ» (ص ٢٨٤): «هذا حديث مرسل. وقد رواه رَوح بن عُبادة، عن مالك في غير الموطأ: عن ثور، عن عكرمة، عن ابن عباس. وكان مالكٌ لا يرضى عكرمة مولى ابن عباس». (٤) بياض في النسختين، ولعل المؤلف أراد الإشارة إلى ما وقع من الخلاف في رواية البخاري للحديث عن مالك بلفظ: «فأكملوا العدة ثلاثين» وبين ما جاء في «موطأه» بلفظ: «فاقدروا له». وينظر «فتح الباري»: (٤/ ١٢١). (٥) (١٠٨٠). ووقع في النسختين: «هكذا وهكذا ... في الثانية»! ولفظ مسلم كما أثبته.