وعن عائشة أنها قالت: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا نذكر إلا الحج حتى جئنا سَرِفَ، فطَمِثْتُ، فدخل عليَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا أبكي، فقال:«ما يُبكيك؟» فقلت: والله لوددتُ أني لم أكن خرجتُ العام، قال:«ما لكِ لعلك نُفِسْتِ؟» قلت: نعم، قال:«هذا شيء كتبه الله على بنات آدم، فافعلي ما يفعل الحاج، غيرَ أن لا تطوفي بالبيت حتى تطهُري»، وذكرت الحديث. متفق عليه (١).
وفي رواية لمسلم (٢): «فاقضي (٣) ما يقضي الحاجُّ، غيرَ أن لا تطوفي بالبيت حتى تغتسلي».
وفي رواية لأحمد (٤) عن عائشة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:«الحائض تقضي المناسك كلها إلا الطواف».
وهذا متواتر في حديث عائشة: أنها حاضت لما قدمت مكةَ، ومنعها النبي - صلى الله عليه وسلم - من الطواف، وأمرها بالإهلال بالحج، وطافت لما رجعت من عرفات، ثم اعتمرتْ بعد الصَّدَر من منًى.
وقد تقدم أيضًا في حديث صفية بنت حُيي أنها حاضت بعدما أفاضت، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «عَقْرى حَلْقَى، إنك لحابستُنا» ثم قال لها: «أكنتِ أفضتِ
(١) البخاري (٣٠٥) ومسلم (١٢١١/ ١٢٠). (٢) رقم (١٢١١/ ١١٩). (٣) في المطبوع: «فاقض» خطأ. (٤) رقم (٢٥٠٥٥). وفي إسناده جابر الجعفي وهو ضعيف.