أو إطعامُ مسكين». رواه أحمد في «المسند» وأبو داود في «مراسيله»(١).
وإنما أمره النبي - صلى الله عليه وسلم - ــ والله أعلم ــ بطعام مسكين لكل بيضة؛ لأن قيمة البيضة كانت إذ ذاك بقدر طعام مسكين، يدلُّ عليه ما روى أبو هريرة قال: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن بيض النعام، قال:«قيمته»(٢). وعن ابن عباس قال: قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بيض النعام يصيبه المحرم بثمنه. رواهما النجاد (٣).
وعن أبي الزناد قال: بلغني عن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حكم في بيض النعام في كل بيضة صيام يوم [أو إطعام مسكين]. رواه أبو داود في «مراسيله»(٤)، وقال:«أُسْنِدَ هذا الحديث، وهذا هو الصحيح»(٥).
(١) «مسند أحمد» (٢٠٥٨٢) و «مراسيل أبي داود» (١٣٩). وإسناده حسن لولا الاضطراب على مطر الورّاق في روايته، فإنه قد روي عنه على أوجه: مُرسلًا، ومن مسند علي، ومن مسند رجل من الأنصار. انظر «مصنف ابن أبي شيبة» (١٥٤٥٠) و «سنن الدارقطني» (٢/ ٢٤٨). وقول علي قد صح موقوفًا من وجه آخر، وسيأتي. (٢) رواه ابن ماجه (٣٠٨٦) والدارقطني (٢/ ٢٥٠) من رواية أبي المهزِّم عن أبي هريرة بنحوه. وأبو المهزِّم متروك الحديث. (٣) كما في «التعليقة» (٢/ ٣٢٢). وحديث ابن عباس رواه عبد الرزاق (٨٢٩٤) موقوفًا بإسناد صحيح. ورواه الدارقطني (٢/ ٢٤٧) ــ ومن طريقه البيهقي (٥/ ٢٠٨) ــ عن ابن عباس عن كعب بن عجرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرفوعًا، وإسناده ضعيف. (٤) رقم (١٣٨) والزيادة منه. وأخرجه أيضًا ابنُ أبي شيبة (١٥٤٤٤) والدارقطني (٢/ ٢٤٩). والإسناد ضعيف لجهالة الواسطة بين أبي الزناد وعائشة. (٥) قوله: «أُسنِد هذا الحديث» إشارة إلى رواية أبي قرّة عن ابن جريج عن زياد بن سعد عن أبي الزناد عن عُروة عن عائشة. أخرجها الدارقطني (٢/ ٢٥٠) وغيره. وهي رواية شاذة مخالفة لروايات جميع الثقات الذين رووا الحديث عن ابن جريج بإبهام الواسطة بين أبي الزناد وعائشة. انظر «السنن الكبرى» للبيهقي (٥/ ٢٠٧). وقول أبي داود «وهذا هو الصحيح» يعني الرواية المرسلة.