وقال أبو طالب (١): سألته (٢) عن حديث عائشة لما حاضت كيف يصنع مثلها (٣)؟ قال: لما دخلت بعمرة حاضت بعدما أهلَّت، فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أمسكي عن العمرة، وأهلِّي بالحج»، فهذه شُبِّهت بالقارن، فتذهب فتقضي المناسك كلها، فإذا كان يوم النحر جاءت إلى مكة، فطافت بالبيت، وسعَتْ بين الصفا والمروة. قيل له: طواف؟ قال: نعم، طواف (٤) واحد يجزئ القارنَ، وهذه يُجزِئها طواف واحد.
وقال في رواية الميموني (٥) وقد ذُكر له عن أبي معاوية يرويه «انقُضي عمرتك»(٦) فقال: غيرُ واحد يرويه «أمسكي عن عمرتك»، أيشٍ معنى انقُضي؟ هو (٧) شيء تنقُضه؟ هو ثوب تُلقِيه؟ وعجِبَ من أبي معاوية.
وهذا يستقيم على قولنا: إنه ليس في عمل القارن زيادةٌ على عمل المفرد.
(١) كما في «التعليقة» (٢/ ٦٤). (٢) ق: «سألت». (٣) ق: «كيف لمثلها». (٤) «طواف» ليست في س. (٥) كما في «التعليقة» (٢/ ٨٠، ٨١). (٦) لم أجده بهذا اللفظ، ولكن أخرجه البخاري (١٧٨٣) من طريقه بلفظ: «ارفُضي عمرتك». وغيره يرويه بلفظ: «دَعِي عمرتك» أو «أمسكي عن عمرتك». انظر: «صحيح البخاري» (٣١٦، ٣١٧، ١٥٥٦، ١٧٨٦) و «صحيح مسلم» (١٢١١). (٧) ق: «وهو».